معركة غير المختصِّين على منصّات التواصل!
2025/01/30
19
معركة غير المختصِّين على منصّات
التواصل!
الاعتقاد بصحّة معلومة ما أو فكرة أو
منهج أو رؤية.. سواء كانت دينية أم سياسية أم اجتماعية.. يحصل إمّا عن
تقليد أو اجتهاد أو جهل وعاطفة؛ فإن كنت عالماً مختصاً منظّراً؛ فمجال
البحث والنقاش والتخطئة والتصويب ليس بين عموم الناس، بل في الحوزات
العلمية، والكليات، والصفحات والمنصّات الخاصة بأهل العلم، ونحوها،
وذلك بعد إثبات أهلية الشخص للتنظير وإبداء الآراء.
وإن كنت مقلِّداً فليس لك النقاش
والدخول في الأبحاث التي لا تمتلك أدوات التمييز بين الصحيح والخطأ
فيها!
هذا مبدأ عقلائي.
في الواقع إن انتقاء بعض النصوص
الدينية أو الشواهد والقرائن التاريخية أو النظريات العلمية أو كلمات
الأعلام و...، وتحليلها بلغة عاطفية غير علمية (أو شبه علمية؛ أي: ما
يبديه المتعلّم الذي لم يصل بعد إلى مرحلة التنظير وإبداء الرأي)، ليس
أسلوباً عقلانياً؛ لأنّ النظرية العلمية تحصل عبر دراسة تخصّصية عالية
لجميع المقدّمات والمؤثّرات الممكنة بشأن المسألة.
نعم، لا بأس أن ينشر المختص نتائج
أبحاثه العلمية ليستفيد منها عموم الناس بصورة عامّة في موارد صحّة
الأخذ منه، لكن أن يناقش مجموعة من غير المؤهّلين علمياً مسألة علمية؛
فهذا واضح البطلان، ولا يوصلهم إلى نتيجة!
فالأولى أن يكون النشر في وسائل
التواصل مقتصراً على المتسالَم عليه بين العلماء، أو الفتاوى والآراء
لخصوص المقلدين، ونحو ذلك، وترك الأخذ والرد في الخلافيات لأهله؛
لأنّه -على الأقل- خلاف الاحتياط أولاً، وثانياً: إنّ اندفاع غير
المختص للدفاع العاطفي عمّا يراه صحيحاً، يؤدي إلى نتيجة عكسية
غالباً!
✍️ الشيخ علي الحسون
_________________________________________
نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ
(مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ،
والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ
بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد
1020.