ثقافة الضد النوعي
2025/01/29
31
ثقافة الضد النوعي

بين الفينة والأخرى نكون أمام حدَثٍ يتعارض مع ثقافة المجتمع (المسلم)! ويبدأ المهتمون في محاولة تكوين رأي عامٍ رافضٍ له، وهذه خطوة مهمة جداً ويجب الحفاظ عليها، لكنها لوحدها غير عملية إطلاقاً..
تلك الأصوات التي تتعالى بين الفينة والأخرى رافضة مسخ هويتنا الإسلامية وإن كانت مهمة، لكنّ مردودها لا يروي ظمآناً ولا يُحدِثُ تغييراً يُعتدّ به على أرض الواقع!
إذا أردنا التغيير حقّاً فيجب علينا أن نعمل على إيجاد نمطٍ ثقافي يوازي الثقافات الدخيلة، ويعالج تلك الندوب التي تكون منفذاً للميكروبات؛ أعني يجب الانتقال إلى ثقافة إيجاد (الضدِّ النوعي). يجب الاهتمام بالفعاليات التي تجتذب الشباب قبل أن يجتذبهم أصحاب النوايا السيئة.
هذه ليست وظيفة طلّاب العلوم الدينية وحدهم بل هي وظيفة المجتمع بأسره، كلّ شخص يجب أن يبادر وفق إمكاناته وقدر استطاعته في السعي بهذا الاتجاه.
* إذا كنتَ تملك الأموال والقدرة على إنشاء مرافق سياحيّة ترفيهية خاضعة للمعايير الإسلامية فهذه وظيفتك.
* وإذا كنتَ قادراً على إنشاء نادٍ علمي تثقيفي فعليك بها.
* وإذا كنت تملك قلماً واعياً فاملأه حبراً وتوكل على الله تعالى.
* وإذا كنت قادراً على توعية صديق، أو قريب، فلا تتردد أو تتكاسل..
كلّ واحد منّا يتحمَّل قسطاً من هذه المسؤولية، والتهاون بها سيكون له مردود سلبي يقع علينا جميعاً.
حتّى المساجد التي باتت لا تفتح أبوابها إلّا بضعة دقائق لأجل الصلاة يجب إعادة النظر في جدواها وكيفية استثمارها، فلم يكن المسجد يوماً في التاريخ موصد الأبواب كما هو اليوم!
الذي أريد أن أقوله: دعونا نفكر في هذه المسؤولية الجماعيّة، إذا لم تكن قد فكّرتَ بها من قبلُ فباسم الله ابدأ. دعك من الاكتفاء بالتذمر وانتظار مواقف الآخرين.. منذ صباح الغد ابدأ بما تستطيع، وسترى النتائج بعد زمنٍ يسير إن شاء الله تعالى.

✍️ الشيخ ليث الكربلائي

__________________________________________

نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1019.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا