استطلاع رأي: المجاملة بين القبول والرفض
2025/01/09
43
استطلاع رأي: المجاملة بين القبول والرفض

اعداد : سوسن عبد الله

مقدمة:
المجاملة، ذلك السلوك الاجتماعي الذي يهدف إلى كسب الآخرين، يُعتبر فنًّا إنسانيًا يُقوّم العلاقات الاجتماعية ويضيف لمسة من الألفة والود. غير أن هذا السلوك، رغم إيجابيته، قد يُساء تفسيره أحيانًا، فينحرف عن مساره الأصلي ليُصبح خداعًا أو نفاقًا. في هذا الاستطلاع، نستعرض آراء مختصين ومهتمين لفهم مفهوم المجاملة، ودورها في المجتمع.

رأي المختصة النفسية شهد علي سلوم:
ترى شهد علي أن المجاملة سلوك إيجابي يعمل على تحسين العلاقات بين الناس، شرط أن تبقى ضمن حدود العرف السائد. وتشير إلى أن المجاملة تلعب دورًا مهمًا في العلاقات العاطفية والأسرية، لكنها تقلّ مع مرور سنوات الزواج نتيجة الروتين. وتحذر من المبالغة في المجاملة التي قد تفقدها قيمتها، مؤكدة أن المجاملة سمة طيبة، وأن المجتمع العراقي يميل للمجاملة حتى لو كانت على حساب الذات.

رأي ختام عبد الله حسن – معلمة جامعية:
تصف ختام المجاملة بأنها وسيلة للتودد والتقرب وبعث الألفة بين الناس، مشيرة إلى أنها قد تكون مواساة في أوقات الحزن. وترى أن البعض يتهم المجامل بازدواجية الوجه، بينما المجاملة الحقيقية تخلق جوًا من الفرح. لكنها تُفرّق بين المجاملة كعلاقة سطحية وبين المودة الحقيقية التي تتطلب بذلًا وعطاءً.

رأي أحمد فؤاد القيسي – موظف:
يشير أحمد إلى أن المجاملة ليست سلبية كما يُعتقد أحيانًا، بل هي سلوك إيجابي يُسعد الآخرين ويُبعد المجامل عن الخداع. ويفرق بين النفاق الاجتماعي، الذي يعتمد على الكذب للوصول إلى غاية، وبين المجاملة التي تقوم على الصدق والإيحاء الإيجابي.

رأي ظافر حسين السعدي – شاعر:
يعتبر ظافر المجاملة وسيلة لكسب احترام الناس واستمالتهم، مشيرًا إلى أنها تتطلب شخصية جذابة ولبقة. ويرى أن المجاملة في جوهرها تعني عدم الإيذاء واحترام الآخرين، مؤكدًا أن المديح الصادق لا يحمل أي ضرر، ولا ينبغي أن يتجاوز حدوده ليتحول إلى تدخل قسري في شؤون الآخرين.

رأي وفاء عبد الله – كاتبة:
تؤكد وفاء أن المجاملة هي مفتاح النجاح في الحياة. وتستشهد بقول النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: “أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض”، وقوله: “إن مداراة الناس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش.” وتشير أيضًا إلى قول الله تعالى في كتابه الكريم: “وقولوا للناس حسناً.” كما تستشهد بكلمات الإمام علي عليه السلام: “المداراة ثمرة العقل”، وقوله: “عنوان العقل مداراة الناس، ورأس الحكمة مدارة الناس.” وترى أن المجاملة سلوك إنساني أصيل قبل أن يمسّها أي اتهام بالسطحية أو الرياء.

الخلاصة:
المجاملة سلوك إيجابي إذا بقيت في إطارها الصحيح، بعيدًا عن المبالغة أو التزييف. الوعي المتزايد لدى الشباب جعلهم يدركون أهمية المجاملة ويفرقونها عن النفاق، لتبقى المجاملة سلوكًا إنسانيًا يُثري العلاقات الاجتماعية ويُسهم في تعزيز الألفة بين الناس.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا