(دعوة للعودة للفطرة والطهارة)
2024/12/24
28
(دعوة للعودة للفطرة
والطهارة)
✍️ فاطمة أحمد
في فوضى الحياة وظروفها، تزداد الضغوط
علينا، وإن الانجراف في تيارها يجعلنا ننسى لماذا نحن موجودون على هذه
الأرض.
نصل أحيانًا إلى حالة تضيق فيها الأرض
بما رحبت، والسماء بما وسعت. كل ذلك لأن القلب ضاق ولم يعد يحتمل
أمراً آخر!
يأتينا الجواب من الله تعالى
قائلاً:
{نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ
أَنفُسَهُمْ} (سورة الحشر: 19).
عندما ابتعدنا عن الله، نسينا
أنفسنا!
قد يرى البعض أن هذه العلاقة الطردية
غريبة، لكنها ممكنة. ذلك لأننا خُلقنا من روح الله، ألم يقل ربنا في
كتابه الكريم:
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ
فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (سورة الحجر:
29).
كلما اقتربنا من الله تعالى، اقتربنا
أكثر من روحنا ومن الفطرة التي خلقنا الله عليها. نجد أن من يكلم الله
ويتحبب إليه ويتوكل عليه مطمئن، روحه ليست ضائعة. وعلى العكس، من
ابتعد وهجر الله وسار في طريقٍ يُعارض سجيته، يواجه من الصعوبات ما لا
يُحصى.
وقد ورد في بعض الأحاديث القدسية: “إن
الله تعالى يحب عبده، فإذا أذنب ولم يتب، ابتلاه ليعود إليه. فإن لم
يعد، يستمر الله بابتلائه حتى يلاقي الجواب ويعود إلى طريق الحق،
فيُقربه. أما إذا استمر في العصيان، ختم الله على قلبه وأبعده،
والعياذ بالله.”
إن من يكون في هذه الدنيا سيتعرض
لامتحانات إلهية. فمن كان مع الله “بجوار الرامي” نجا، ومن كان ضده
“أمام رامي السهام” هلك.
وخاصةً من يكون شابًا في مقتبل العمر؛
فإن أقبل على الله وخضع له، تباهى الله به أمام ملائكته قائلاً في
مضمون حديث قدسي: “انظروا عبدي، أفنى شبابه في سبيلي.”
وكذلك يباهي الله بالقلوب الطاهرة
التي هي عرش الله وحرمه. فمن ذلك الذي يفوز بأن يتباهى به الله على
أهل السماوات؟
كن لقلبك حارسًا،
واجعل قلبك طاهرًا ليصبح عرشًا لله
وحرماً لا يدخله إلا بإذن الله. وإياك أن تجعله ملهى ومجلسًا
للشياطين. قال الإمام الصادق عليه السلام: “القلب حرم الله، فلا تُسكن
في حرم الله غير الله.”
اقترب من الله تعالى بقلب خاشع، في
صلاة وسجود متذلل بين يدي ربك الكبير الحنون.
الله تعالى ليس مخيفًا، بل هو مخيف
فقط لمن يعصيه عمدًا.
اقترب من معشوقك، فهو يشتاق إليك،
فأرجوك عد وكن عاشقًا له.