"التكافل التوعوي الثقافي" هو نوع من
التعاون المجتمعي يهدف إلى نشر الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع، يسعى
هذا النوع من التكافل إلى تعزيز القيم الثقافية، والمحافظة على
التراث، وزيادة الوعي بأهمية الثقافة في بناء الهوية وتقوية الروابط
الاجتماعية، يتم ذلك عبر برامج وفعاليات توعوية تركز تعزيز الفهم
المتبادل وتشجيع تبادل الأفكار والخبرات الثقافية بين
الأفراد. واليوم يميل الكثير من الشباب إلى
قضاء معظم أوقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من قراءة الكتب
والمجلات المفيدة والرصينة، فهم يعتقدون أنّ هذه الوسائل توفر لهم
المعلومات الضرورية الموثقة، لكنها في الحقيقة لا تغني عن الفائدة
العميقة التي توفرها القراءة، فالكتب والمصادر الموثوقة تحمل محتوى
غنياً يسهم في تشكيل الثقافة وتنمية الشخصية على نحو
مستدام. وللتصدي لهذه الظاهرة، ينبغي العمل
لتوعية الشباب بأهمية القراءة والرجوع إلى المصادر المعرفية الأصيلة،
وتوجيههم نحو مصادر تثري عقولهم وتعمِّق فهمهم للحياة، يمكن تحقيق ذلك
عبر استراتيجيات متعددة، منها: - اعتماد شخصيات محبوبة ومحطّ ثقة
لتشجيع القراءة. - والتعاون مع مجموعات شبابية لزيارة
المكتبات والمراكز الثقافية. - وتنظيم رحلات تعليمية إلى روضات
الأطفال؛ لتعريفهم بأهمية الكتاب منذ سنِّ مبكرة. - كذلك، من المهم إشراك المدارس
والجامعات في هذه الجهود عبر تنظيم مسابقات ثقافية، وتنظيم سفرات
تعليمية تنافسية، ممّا يكسر الروتين ويفتح أمام الشباب آفاقاً جديدة
للمعرفة بعيداً عن ضغوط الإنترنت. - ولا بدّ من تعزيز الوعي بمخاطر
الاعتماد الكامل على مواقع الإنترنت بوصفها مصدراً رئيساً للمعلومات،
وتشجيع النقاشات النقدية في المحتوى الإلكتروني. إنّ تنمية وعي الشباب بهذه الجوانب
سيساعدهم في بناء عقول نقدية وقدرات تحليلية، ممّا يسهم في توازنهم
النفسي ونجاحهم المستقبلي.
✍️ الشيخ حسين التميمي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ
(مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1013.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري
تحدث معنا