مسابقة أقلام على خطى الزهراء عليها السلام
(غروب)
✍ميعاد كاظم محي اللاوندي
إلى الجرحِ الغائر في قلبِ الوجود، إلى النعشِ المسافر على متنِ الحذر، إليك أيها القارب السارح بين ثنايا الظلام، معفّرًا برذاذ الرماد الخؤون…
يا راحلاً قد حررتكَ المنية، فانطلقتَ شوقًا إلى أحضان الأمين أحمد، لكن بندبةٍ حمراء… حمراء. رويدك، انتظر، كي تنحني إليك الدنيا بأقطابها، وتلقي عليك ملوكها نظرة وداعٍ أخيرة، ويتلو عليك روح القدس آيات العروج لتشرع السماء أبوابها إليك مستقبِلة.
وحين رَحلتَ، سرتَ سراً على أمواج الرسالة تدبُّ على وجه الأرض هونًا، همسًا، كمداً بلا بكاءٍ ولا عويل، لئلا تلتقط أسرابُ الخفافيش وَقعَ خُطىٰ المنكوبين فتعود لتصادر حق الزهرة المنكسرة حتى في الأفول. فما زالت نيران مشاعلها مُستعرة.
سافر النعش المستغيث قاصدًا وادي الغروب، عابرًا حواجز الألم، حاملاً جثمان الحقيقة المغدورة. لكن يأبى وَسمُ السياط الأسود إلا أن ينطق شاهداً على فصول مأساتها، ليعلن خاتمة حياةٍ كانت قصيرة.
فإلى من بعد هدى ضيائكِ تتهافت الأرواح؟ يا سيدة الجلالة، يا من حجبت الجريمة غرتكِ البيضاء، كيف لنا برغد العيش وقد اندثر رمسك غريبًا؟ فهل لنا إليك من سبيل؟
لأوقد شمعتي، وأنثر على واديكِ الحزين رثاء قصيدتي… قصيدةً غصَّت فيها الكلمات بعباراتها جزعًا، ثم التمست مني فجيعتي أن أزيد، فقلت باعتذار: سأزيد.
إنها جرح الأنبياء، ولوعة الأولياء. إنها مدار شجون الأفلاك والأملاك… إنها فاطمة، صرخةُ الموعود وثأرُ الله الدامي.
______________________________________
مقالات مسابقة اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام) التي اطلقها مركز الثقافة الاسرية التابع للعتبة العباسية المقدس بمناسبة استشهاد السيدة الزهراء (عليها السلام).
الزهراء (عليها السلام) أُسوة وقدوة