التفاؤل.. طريق نحو حياة متوازنة
2024/12/07
102
التفاؤل..
 طريق نحو حياة متوازنة

يُعدُّ التفاؤل من أهم العناصر التي تسهم في تحسين جودة الحياة، إذ يمنح الفرد طاقة إيجابية تدفعه لمواجهة التحديات بروح منفتحة وأمل متجدد، لكن كيف يمكن للفرد أن يصل إلى هذه الحالة النفسية الإيجابية وسط ضغوط الحياة اليومية؟
المفتاح الأساسي للتفاؤل يكمن في الإيمان بالله تعالى وحسن الظن به، فقد جاء عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال: «أَحْسِنْ‏ بِاللَّهِ‏ الظَّنَ،‏ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَنَا عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّ عَبْدِيَ المُؤْمِنِ بِي، إِنْ خَيْرٌ فَخَيْرٌ، وَإِنَّ شَرٌّ فَشَر» (عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج2/ص20)، حسن الظن والإيمان بالله تعالى يجعل الشخص يطمئن إلى أن كلّ شيء يحدث بتقدير إلهي، وأن هناك حكمة وراء كلِّ موقف صعب يمر به، هذه القناعة تتيح للفرد أن يرى جوانب إيجابية في الأوقات الصعبة، وتمنحه القوة لمواصلة حياته بثقة.
من جانب آخر، يُسهم التفاؤل في تحسين الحالة النفسية عندما يتجه الإنسان للعطاء ومساعدة الآخرين، القيام بأعمال الخير ونشر السعادة بين الناس يعزز من الشعور بالسعادة الذاتية، ويقوي علاقة الفرد بمجتمعه، ممّا يعكس حالة من الرضا الداخلي.
بالتالي، فإنّ التفاؤل ليس مجرد إحساس عابر، بل هو سلوك يمكن تنميته عبر الإيمان والعطاء، هكذا يصبح التفاؤل قاعدة أساسية في مواجهة الحياة وتحدياتها، ممّا يجعل الأفراد أكثر قدرة على التأقلم والإبداع في ظروفهم الشخصية والمهنية.
من جهة أخرى فمن لا يؤمن بالله تعالى ويُحسن الظن به يضيق صدره ويتشاءم ويتطيّر، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ﴾ 
(يس: 18، 19)، وقد نهى أهل البيت(عهم) عن التشاؤم والتطيّر، فقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال:‏ «الطِّيَرَةُ عَلَى مَا تَجْعَلُهَا إِنْ هَوَّنْتَهَا تَهَوَّنَتْ، وَإِنْ شَدَّدْتَهَا تَشَدَّدَتْ، وَإِنْ لَمْ تَجْعَلْهَا شَيْئاً لَمْ تَكُنْ شَيْئاً» (الكافي: ج8/ص198).

✍️ أفياء الحسيني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة / العدد 1013.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا