المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
2024/11/17
42
المشورة نافذة البصيرة وقوة
الفكر
في كلِّ مجتمع قوي تبرز المشورة
بوصفها قيمةً أساسية لا غنى عنها لتحقيق التوازن بين الأفراد وتوجيههم
نحو النجاح، عندما سُئل حكيم ذات يوم عن كيفية التخلص من شعور الدونية
الذي يعاني منه البعض، أجاب قائلاً: "المشورة هي المفتاح، إنها تمنح
الإنسان بصيرة عميقة في فهم ذاته، وتعزز ثقته بنفسه، وتزيده قوة، عن
طريق المشورة، تتاح أمامه خيارات متعددة يستطيع منها أن يسترشد الطريق
الصحيح ويتجنب مواطن الخطأ".
أوضح الحكيم أنّ المشورة لا تُعد مجرد
أداة لحل المشكلات، بل هي كذلك وسيلة لإعادة الحيوية للأفكار
المتجمدة، وقال الحكيم أيضاً: "إذا صدأ الرأي أو تعثّر، فإن المشورة
تصقله كما يصقل السيف، فتعود الفكرة قوية ولامعة، المشورة هي لقاح
العقول، وهي أولى خطوات الحكمة".
ومع هذه الحكمة، يرى بعض الأفراد أنّ
التفرد بالرأي هو مظهر من مظاهر القوة، لكن الحكيم ردّ على ذلك
قائلاً: "هذا ليس إلا مرضاً نفسياً ينبغي علاجه؛ لأنّ من يرفض المشورة
يفتقد إلى نعمة الاستفادة من عقول الآخرين، إن الشخص الذي يشاور الناس
يشاركهم عقولهم، ومن استبد برأيه فقد ضل الطريق".
واليوم، تؤدِّي المشورة دوراً محورياً
في حياة الأفراد والجماعات على حدٍّ سواء، سواء في بيئات العمل أم في
الحياة الشخصية، فهي ليست مجرد تبادل للآراء، بل شراكة حقيقية في
الأفكار والحكمة، القوة الحقيقية ليست في التفرد بالرأي، بل في
التواضع والقدرة على الاستماع والاستفادة من الآخرين، وهو ما يجعل
المشورة جوهر التقدم والرقي.
✍️ أفياء الحسيني