الزهراء (عليها السلام) بعيون أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله)
2024/11/19
28
الزهراء (عليها السلام) بعيون أبيها المصطفى (صلى الله عليه وآله)

إنّ تحدث النبي (صلى الله عليه وآله) عن ابنته وبضعته وروحه التي بين جنبيه فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وتعليق رضاه على رضاها، بل وتعليق رضا الله على رضاها، يكشف عن أمرَين لا يجوز الجهل بهما:
١- إنّ النبي (صلى الله عليه وآله) أراد بتوسطه بين رضا فاطمة (عليها السلام) ورضا الله تعالى بقوله: «فَمَنْ رَضِيَتْ عَنْهُ اِبْنَتِي فَاطِمَةُ رَضِيتُ عَنْهُ، ومَنْ رَضِيتُ عَنْهُ رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ، ومَنْ غَضِبَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ غَضِبْتُ عَلَيْهِ، ومَنْ غَضِبْتُ عَلَيْهِ غَضِبَ اَللهُ عَلَيْهِ» (الطرائف، لابن طاووس: ص390) إنّ رضاها رضا الله، وغاية ما في توسطه إرشاد السامع إلى أنّ الآيات القرآنية التي تحدثت عن اقتران رضا النبوة بالله هو نفسه اقتران رضاها برضاه سبحانه.
٢- إنّ للنبي (صلى الله عليه وآله) خصوصيات كثيرة، منها عرض الأعمال عليه ورضاه ببعضها يعني رضا الله بها تعالى، وهذا الرضا هو القَبول وكذلك في حال عدم رضاه أيضاً، وهذه الخصوصية هي للزهراء (عليها السلام) أيضاً بالاقتران المذكور في الرواية السابقة فرضاها بالعمل هو رضا الله سبحانه ورضا الله قَبوله.
فإذا فهمت ما ذكرناه فاعلم أنّ لسخط فاطمة (عليها السلام) ورضاها طريقين إلى قَبول الأعمال أو ردِّها على ما دلت عليه الروايات السابقة، فرضاها شرط قَبول كما لا يخفى.
ولهذا القَبول مقدمات تختلف باختلاف نفس العمل الذي يراد قَبوله وتقبله، واختلاف القابل، حتى إنّ نوعية القَبول تختلف أيضاً في بعض المراتب.
فمثلاً: من شروط الصحة في الصلاة الطهارة، ومن شروط القَبول الولاية، ومن حقيقة الولاية المحبة لمن توالي والبغض لأعدائه، وهذه الحقيقة تُقوم الولاية وهي شرط للنظر في العمل إضافةً إلى قَبوله فقد لا ينظر فيه حتى يقبل أو يرد، وليكن المكلف -هنا- هو المؤمن فإنّ كان عمله حينئذٍ يرضي الزهراء (عليها السلام) فهو مقبول، وإلّا فلا باعتبار أنّ شرطية الولاية -كشرط قَبول- ليست إلّا الموالاة لهم بحيث تكون طاعتهم مؤدية إلى الإتيان بالعمل على ضوء إرشاداتهم وأحكامهم، فإذا لم يأتِ المكلف بالعمل على وفق مراداتهم فلهم الحق برفضه فضلاً عن ثبوت ذلك الحق لهم بالنص الواضح.
فسخط فاطمة (عليها السلام) على قوم حتى مع إتيانهم الأعمال بضوابطها وشروطها، هو كاشف عن عدم قبول تلك الأعمال، فيبقى العمل أمراً شكلياً أو صورياً فتأمل.

✍️ السيد علي مؤيد الحسني. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد1010 .
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا