فوتوشوب
في زمن الثورة التكنولوجية والرقمية
التي نعيشها أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي عنصراً أساسياً في
حياتنا اليومية، لا سيّما في كيفية تلقينا للمعلومات وتفاعلنا معها،
إلا أنه ينبغي لنا إدراك أنّ هذه المنصات قد تتحول إلى أدوات لبث
الخرافات والمفاهيم المضلّلة تحت ستار الحقائق.
وقد لوحظ بروز محتوى يرتكز على
براقية الصورة والفيديو دون مراعاة لصحته، معتمدين على تقنيات مثل
الفوتوشوب وبرمجيات المونتاج؛ التي تمكّن مستخدميها من تحريف
الحقائق، وإلباسها لباس الصدق، وذلك بقص ولصق مقاطع الفيديو وتزوير
الصور بطريقة احترافية، ولهذه الممارسات تبعات خطيرة، إذ تسهم في
تزييف الوعي الجمعي وتشويه الحقائق.
إن تضليل الجماهير عبر نشر
المغالطات يمثل خطراً كبيراً لا يقل عن أيِّ خدعة سحرية، إذ يغرر
هذا المحتوى بالناس، ليبعدهم عن الواقع الاجتماعي الحقيقي، ويشغلهم
عن المتابعة العقلانية لما يحدث في العالم من تقدم علمي وثقافي. ومن
هنا تبرز أهمية تبنّي المحتوى الصحيح الذي يتماشى مع الأخلاق ويعمل
على تعزيز المعرفة الصالحة التي تساهم في تنمية المجتمع والارتقاء
به.
لذا، يجب أن نكون حذرين ونتحلّى
بالنقد الفكري أمام ما نتلقاه من محتويات عبر الإنترنت، وأن نتقصّى
الحقائق ونبتعد عن الأوهام الزائفة التي تستهوي الناظر وتدهشه،
لكنها تخفي وراءها انعدام الصدق والواقعية، ومن المهم التأكيد على
دور التعليم والتثقيف في تمكين الأفراد من التمييز بين المحتوى
الموثوق والمعلومات المزيفة، وعدم الانسياق وراء سحابة التضليل التي
يمكن أن توجد في تلك الفضاءات الإلكترونية الفسيحة، فلنمارس الحذر
والمسؤولية في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ونعزز من أمننا
المعرفي بتروٍّ وتبصّر.
✍️ الشيخ حسين التميمي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ
ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/
العدد1007.
مواقع التواصل ودورها في تفكيك المجتمع