ما حقيقة رجوع السبايا في الأربعين؟!
2024/08/08
142

ما حقيقة رجوع السبايا في الأربعين؟!
 
إنّ المشهور بين علماء الشيعة الإمامية أنّ رجوع موكب سبايا أهل البيت (عليهم السلام) إلى كربلاء كان في يوم الأربعين، وهو يوم العشرين من شهر صفر من عام (61هـ).
وقد ذهب بعضهًم إلى استبعاده؛ نظراً إلى عدم سعة الزمان لذلك.
وأمّا إمكان ذلك بحسب الوضع الطبيعيّ، فبهذا البيان:
إنّ السبايا توجّهوا ظهر اليوم الحادي عشر من شهر محرّمٍ إلى الكوفة، ودخلوا الكوفة في اليوم الثاني عشر منه. وفي نقْل سبط ابن الجوزيّ أنّ ابن زيادٍ جهّز الرؤوس والسبايا في اليوم الثاني إلى الشام. (تذكرة الخواصّ: ص234)، فيكون اليوم الثالث عشر أو الرابع عشر من شهر محرّمٍ هو يوم انطلاق موكب السبايا إلى الشام.
وهذا النقل قريب من الواقع؛ فابن زيادٍ جهّزهم وأرسلهم سريعاً إلى الشام؛ خوفاً من اضطراب الوضع في الكوفة.
والمشهور بين علمائنا أنّ السبايا دخلوا الشام في الأوّل منْ شهر صفرٍ، فقد قال المحدّث الشيخ عباس القمّيّ (رحمه الله): (قال الشيخ الكفعميّ وشيخنا البهائيّ والمحدّث الكاشانيّ: في أول صفرٍ أدخل رأس الحسين (عليه السلام) إلى دمشق، وهو عيد عند بني أميّة، وهو يوم تتجدّد فيه الأحزان:
كانتْ مآتم بالعراق تعدّها
أمويّة بالشام منْ أعيادها
وحكي أيضاً عن أبي ريحان في الآثار الباقية أنّه قال: في اليوم الأوّل من صفرٍ أدخل رأس الحسين (عليه السلام) مدينة دمشق فوضعه يزيد بين يديْه ونقر ثناياه بقضيبٍ في يديه ويقول: لست منْ خنْدف... إلخ) (يُنظر: نفس المهموم: ص391، مصباح الكفْعميّ: ص510، توضيح المقاصد للبهائيّ: ص4، تقويم المحسنين للكاشانيّ: ص15، الآثار الباقية للبيرونيّ: ص331).
فيكون مجموع مسيرهم من الكوفة إلى الشام سبعة عشر أو ستة عشر يوماً، وهذه الفترة مدة طبيعية جداً لسير قافلةٍ من الكوفة إلى دمشق، فالقوافل تقطع هذه المسافة بأقلّ منْ هذه المدة بكثيرٍ.
وأمّا فترة بقائهم في دمشق، فلمْ يدمْ طويلاً، قال الشيخ المفيد (رحمه الله): (أقاموا أيّاماً) (الإرشاد: ج2/ص122)، ولعلّها زهاء عشرة أيامٍ، كما رواه العلامة المجلسيّ (رحمه الله) في (بحار الأنوار: ج45/ص169)؛ لأنّ الوضع اضطرب في الشام على يزيد بعد خطبة الإمام السجّاد (عليه السلام) والسيدة زينب (عليها السلام)، وإقامة النّوْح والبكاء والمأتم على الإمام الحسين (عليه السلام)، فجهّزهم يزيد سريعاً إلى المدينة.
ومن هنا، نستبعد بقاءهم إلى شهرٍ أو أكثر في دمشق.
فكان خروجهم في اليوم الحادي عشر من شهر صفرٍ أو قبل ذلك، فتكون مدة مسيرهم من دمشق إلى كربلاء عشرة أيامٍ أو أكثر، وهذا قريب من الواقع؛ لأنّ رجوعهم كان من الطريق العام السريع، وليس من الطرق الوعْرة الطويلة.
وبناءً على هذا، فمن المحتمل والقريب جداً على طبق هذه الروايات أنْ يكون رجوعهم إلى كربلاء في اليوم الأربعين.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 981.

✍️ إعداد / عباس محسن
 


 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا