أين تكمن السعادة الحقيقية؟
2024/06/20
206

قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الآفِلِينَ، فَلَمَّا رَأَى القَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ القَوْمِ الضَّالِّينَ، فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ، إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ﴾ (الأنعام: 76-79).

لا شك في أن نبي الله إبراهيم الخليل (عليه السلام) كان موقناً يقيناً استدلالياً وفطرياً بوحدانية الله، كما أنّه كان مؤمناً بالمعاد ويوم القيامة، ولكنه بمشاهدة العالم الملكوتي، والطيور المذبوحة التي عادت إلى الحياة بلغ إيمانه مرحلة (عين اليقين).

وقد كرّر القرآن الكريم لتوصيف الدين بأنه: دين إبراهيم الحنيف ودين الفطرة، أي الدين الذي بُنيت معارفه وشرائعه على خلقة الإنسان، ونوع وجوده الذي لا يقبل التبدل والتغير، فإن الدين هو الطريقة الموصلة إلى السعادة الحقيقية، والسعادة الحقيقية هي الغاية المطلوبة التي يطلبها الإنسان حسب تركب وجوده وتجهّزه بوسائل الكمال طلباً خارجياً واقعياً.

وحاشا أن يسعد الإنسان بأمر لم يتهيأ بحسب خلقه له، أو هي لخلافه، كأن يسعد بترك التغذي أو النكاح أو ترك المعاشرة والاجتماع وقد جُهّز بخلافها، أو يسعد بالطيران كالطير، أو بالحياة في قعر البحار كالسمك ولم يجهز بما يوافقه.

فالدين الحق هو الذي يوافق بنواميسه الفطرة، وحاشا ساحة الربوبية أن يهدي الإنسان أو أي مخلوق آخر مكلف بالدين إلى غاية سعيدة مسعدة ولا يوافق معها الخلقة؛ فإنما الدين عند الله الإسلام وهو الخضوع لله، بحسب ما يهدي إليه ويدل عليه صنعه وإيجاده، فتأمل. (يُنظر: تفسير الميزان: ج7/ص197).

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 972.
السيد مرتضى الحسيني الميلاني

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا