الخطابة في اللغة العربية
2024/06/19
200

قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾، في هذه الآية الشريفة يبين الله تعالى أي قولٌ أحسن من الدعوة إلى الله تعالى والعمل الصالح وهو ما يعرف بفن الخطابة الذي يعدّ الوسيلة الأكثر انتشارًا والأقوى في الإقناع بالمبادئ والمذاهب وغير ذلك..

والخطابة بعد الإسلام تغيرت فزادها الإسلام بلاغة وحكمة بما كان يتوخاه الخطباء من محاكاة أسلوب القرآن واقتباس الآيات القرآنية الكريمة لأن الإسلام قد فتح المجال للخطابة فأوجب على المسلمين خطباً تقال على المنابر في المناسبات الإسلامية كالأعياد وصلاة الجمعة، والخطابة: هي القابلية على صياغة الكلام بأسلوب يمكن الخطيب من التأثير على نفس المخاطب. 

توجد عدة أنواع للخطب هي:
الخطبة الدينية (الوعظية): ومحورها العام الموعظة الحسنة والتذكير باللـه عز وجل.
الخطبة الاجتماعية: موضوعها يخص خطبة النساء والأسرة.
الخطبة في المحافل العامة وغرضها التكريم أو التهنئة.
الخطبة القضائية: وتلقى غالبًا في المحاكم.
الخطبة الحربية: تلقى في ميادين الوغى ويتولاها القادة لترغيب الجنود في القتال.
الخطبة السياسية: يلقيها القادة والزعماء وأغراضها شتى.

وكان لأهل البيت (عليهم السلام) باع طويل في فن الخطابة وطرق إلقائها، وتركت الأثر البالغ في نفوس الناس كالخطبة الفدكية وخطبة الإمام السجاد (عليه السلام) في الكوفة والشام فضلًا عن خطبة سيدة الصبر زينب الكبرى(عليها السلام) والتاريخ يشهد كيف كانت هي اللسان الناطق بالحق والواجهة الإعلامية لنهضة سيد الشهداء عليه السلام، وكيف كان لأنفاسها وكلماتها الأثر البالغ في قلب الطاولة على يزيد اللعين وتحطيم مخططاته، فقد أسست مع ابن أخيها السجاد (سلام الله عليهما) منبر الإمام الحسين (عليه السلام) فأصبحت الخطب الحسينية التي استلهمت من نهضة سيد الشهداء(عليه السلام) النور الوضاء والشعلة لإصلاح النفوس وفيها ما لا يحصى من التضحية والدروس.

ومن الخطب المهمة هي الخطبة المونقة لأمير المؤمنين (عليه السلام) والتي تمتاز بأنها خالية من حرف الألف تمامًا، وحسب ما أشار شارح كتاب نهج البلاغة ابن أبي الحديد المعتزلي الى أن تسمية الخطبة بالمونقة ظاهرة، لأنها تعجب من سمعها، فالمونقة أي الحسنة المعجبة، من قولهم: أنق الشيء فهو أنيق ومونق، ويذكر في بيان السبب الذي من أجله ارتجل الإمام علي (عليه السلام) هذه الخطبة أن العرب كانوا يجتمعون ويتحاورن في كل ما يعنى باللغة العربية فتذاكروا فضل الخط وتوصلوا إلى أن حرف الألف هو أكثر حرف يتكرر في الكلام ويتعذر الكلام من دونه، فأرتجل سلام الله عليه هذه الخطبة مباشرة مسقطًا استعمال حرف الألف فيها، وحسب ما ذكر أن الألف التي حذفت من هذه الخطبة هي تلك الألف اليابسة التي لا تقبل الحركة في مقابل الهمزة القابلة للحركة.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج رصانة وجمال - الحلقة الثانية عشر - الدورة البرامجية 79.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا