أصل اللغة العربية
2024/04/20
158

تُعدّ اللغة العربيّة من أقدم اللغات المعروفة، وعلى الرَّغم من قِدَمها، إلّا أنّها لا تزال تتمتَّع بخصائص تُميِّزها عن اللغات الأخرى، مثل: الألفاظ، والتراكيب، والصَّرف، والنَّحو، والأدب، والخيال، كما تمتلكُ اللغة العربيّة القُدرة على التعبير عن مجالات العِلم المُختلِفة، وتُعَدُّ اللغة العربيّة أمّاً لمجموعة اللغات المعروفة باللغات الإعرابيّة، التي نشأت في شبه الجزيرة العربيّة، أو العربيّات المُتمثِّلة بالبابليّة، والحِميَريّة، والآراميّة، والحبشيّة، والعِبريّة، ولقد شرّف الله تعالى اللغة العربية تشريفًا لم تحظَ به لغة أخرى في العالم، لا قديمًا ولا حديثًا، وممّا زاد من مكانتها أنّ القرآن الكريم نزل باللغة العربية، وكذلك نزل الوحي على النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بها، ولا تُؤدّى الصلاة التي هي ركن أساسي من أركان الإسلام في جميع بقاع العالم إلا باللغة العربية، سواء أكان المسلم عربيًّا أم لا؛ ممّا رفع من شأنها وزاد من أهمية الاهتمام بها، وضرورة الحفاظ عليها، حتى أصبحت اللغة العربية لغة إنسانيّة عالميّة. 

من أول من تكلم بالعربية؟
 يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ تاريخ اللغة العربيّة يَنقسمُ إلى قسمين: لهجات بائدة، وتتمثَّل بالثموديّة، والصفويّة، والليحانيّة، والقسم الآخر هو اللهجات الباقية، وأشهرها قريش، وطَيء، وهُذيل، وثقيف، وغيرها، وتُعدّ لهجة قريش من أفصح اللهجات. 

حديثنا اليوم عن(اللغة البائدة) حيث يرى كثيرٌ من الباحثين أنّ تاريخ اللغة العربيّة يَنقسمُ إلى قسمين: أولها لهجات بائدة، والقسم الآخر هو اللهجات الباقية، ومن الواضح أن المراد من العربية البائدة عربية النقوش التي بادت لهجاتها قبل الإسلام، وهي التي ظهر على آثارها الطابع الآرامي، لبعدها عن المراكز العربية الأصلية بنجد والحجاز، على حين يقصد بالعربية الباقية هذه اللغة التي ما نزال نستخدمها في الكتابة والتأليف والأدب، وهي التي وصلت إلينا عن طريق القرآن الكريم والسنة النبوية والشعر الجاهلي.

وتنقسم اللهجات العربية البائدة الى ثلاث لهجات: الثمودية، والصفوية، واللحيانية.

فالثمودية: هي اللهجة المنسوبة إلى قبائل ثمود، التي جاء في القرآن الكريم ذكرها وذكر مساكنها في مواضع كثيرة، وتاريخ معظم النقوش المدونة بهذه اللهجة يعود إلى القرنين الثالث والرابع بعد الميلاد، ويبلغ تعداد هذه النقوش ما يزيد على ألف وسبعمئة، عُثِرَ عليها فيما بين الحجاز ونجد وفي شبه جزيرة سيناء وبالقرب من دمشق، وقد دونت بخط جميل أنيق مشتق من "المسند"، يتجه من أعلى إلى أسفل، ولا يثبت على حال واحدة، وإذا أمعنَّا النظر في النقوش الصفوية، وجدنا فيها كلمات غير مألوفة في العربية، أخذت من العبرية والسريانية.

والصفوية: هي اللهجة المنسوبة إلى منطقة الصفا، وإن كانت نقوشها قد عثر عليها في مواطن مختلفة في الحَرَّةِ الواقعة بين تلول الصفا وجبل الدروز، ويبلغ عدد هذه النقوش حتى هذا التاريخ ما يزيد على ألفين، ولعل تاريخ تدوينها يرجع إلى ما بين القرنين الثالث والسادس الميلاديين.
وقد حل معظم رموزها واكتشف حروفها الأبجدية المستشرق الألماني إنّو ليمان، ولاحظ أن خطها قريب من الثمودي، ولا يبعد أن يكون مشتقًا منه، إلّا أنه شديد التغير والاختلاف، فما يكاد يستقر على حالٍ واحدة، فهو تارةً يقرأ من الشمال إلى اليمن، وتارةً أخرى من اليمين إلى الشمال. وهذا التشابه بين الخطين الثمودي والصفوي، جعل بعض العلماء يطلقون على الخط القديم الذي يبدو فيه أثر النوعين كليهما اسم: "الخط الثمودي الصفوي" فإذا أرادوا التمييز والتفرقة قالوا: هذا خط ثمودي فقط، وهذا خط صفوي فقط.

وآخر صنف هو اللحيانية: هي اللهجة المنسوبة إلى قبائل لحيان، التي يرجح أنها كانت تسكن شمال الحجاز قبل الميلاد، وقد عُثِرَ على نقوش كثيرة تذكر أسماء ملوك لحيان، وأغلب الاحتمالات أن تاريخ هذه النقوش يعود إلى ما بين سنة 400 وسنة 200 قبل الميلاد. 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج رصانة وجمال - الحلقة الثانية - الدورة البرامجية 79.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا