الذوق العام في التعاليم الإسلامية
2024/04/01
187

تتعدد مظاهر الذوق العام في التعاليم الإسلامية، وذلك من باب وجوب التحلّي بالأدب النابع من الأخلاق الحميدة، ومن أبرز مظاهر الذوق العام المحافظة على النظافة العامة ولبس الملابس اللائقة، فضلاً عن الكلام الطيب وآداب المجالس، والالتزام بالوقت واحترام الآخرين.

وأكدت تعاليم الإسلام وإرشاداته الأخلاقية على أهمّية التحلّي بالأدب، لأنه يؤدي إلى كمال الإنسان ورقيه.. فالأدب هو زينة العقل، يقول رسولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله): «حُسنُ الأدبِ زِينةُ العقلِ» (بحار الأنوار: 74/131/41)، وهو يؤدي إلى كمال النفس وصلاحها، يقول الإمامُ عليٌّ (عليه السلام): «الأدبُ كمالُ الرَّجُلِ» (غرر الحكم: 998)، والأدب أفضل شرف وأحسن سجية، يقول الإمامُ عليٌّ (عليه السلام): «أفضلُ الشّرَفِ الأدبُ» (غرر الحكم: 2903)، وعنه (عليه السلام) قال: «الأدبُ أحْسَنُ سَجِيّةٍ» (غرر الحكم: 967)، ولا زينة ولا حلل كالأدب كما عبّر عن ذلك الإمامُ عليٌّ (عليه السلام) بقوله: «لا زينةَ كالآدابِ» (غرر الحكم: 10466)، و«زِينتُكُم الأدبُ» (نهج السعادة: 2/50)، و«لا حُلَلَ كالآدابِ » (غرر الحكم: 10491).

التزام الإنسان الأخلاقي:
واحترام الذوق العام يعبر عن التزام الإنسان الأخلاقي، والتحلّي بالآداب العامة، ومراعاة ما هو لائق وغير لائق مما تعارف عليه الناس وجرى مجرى العرف بينهم.
وأمّا من لا أدب عنده، أو قليل الأدب فإن مساويه ستكون كثيرة، يقول الإمامُ عليٌّ (عليه السلام): «مَن قَلّ أدبُه كثُرَتْ مَساويهِ» (غرر الحكم: 8089).
والذوق العام كلمة جميلة تعبر عن معانٍ ودلالات أخلاقية رفيعة، وعن تمسك الإنسان بالآداب الحسنة في السلوك والتعامل مع الآخرين، وتجنب ما هو غير لائق ومناسب في العرف العام عند الناس؛ فكن حريصاً أشد الحرص على أن تكون من أصحاب الذوق الرفيع في كلّ شيء.

الذوق العام لغة واصطلاحاً:
مصطلح الذوق العام تعبير جميل يحمل في طياته معانياً رائعة كالأدب والاحترام وحسن التعامل بلطف ورفق مع الناس، وتجنب ما يثير إحراجهم وإزعاجهم، والمحافظة على مشاعرهم وأحاسيسهم من الإحراج والجرح والخدش.
ومعنى (الذَّوْقُ) كما جاء في (معجم المعاني الجامع) هو: الحاسَّة التي تُميّز بها الذَّوْقُ خواص الأجسام الطَّعْمِيَّة بواسطة الجهاز الحِسِّي والفم، ومركزه اللسان.

* الذَّوْقُ: آدابُ السلوك التي تقتضي معرفة ما هو لائق أو مناسب في موقف اجتماعيّ معيّن،
(قلّة / حَسَنُ الذوْق. قليل الذَّوْق: خشن المعاملة).

* الذَّوق العامّ: مجموعة تجارب الإنسان التي يُفسِّر على ضوئها ما يُحسّه أو يُدركه من الأشياء.

الذوق العام في العرف:
للذوق العام أهمّية كبيرة في العرف الاجتماعي، بحيث أن صاحب الذوق الراقي يكون محل محبة وثناء وإعجاب الناس به بخلاف من لا ذوق عنده، حتى إن الناس إذا أرادوا الثناء على شخص ومدحه قالوا عنه: إنه صاحب ذوق، أو عنده ذوق راقي؛ وإذا أرادوا ذم شخص قالوا عنه: إنسان غير مؤدب، أو قليل الذوق، أو لا ذوق عنده..
ولذلك، فإن الذوق العام خلق إنساني جميل، وتبرز من خلاله الأخلاق الحسنة عند المتحلي به، فتظهر آثاره ومظاهره على سلوك صاحبه، وتعامله الحسن مع الآخرين، مما يكون محل تقديرهم واحترامهم وثنائهم العاطر عليه.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الكفيل/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 961.
الشيخ عبد الله اليوسف


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا