البلاء والحوادث المؤلمة في الحياة
2023/11/14
336

نعلم أن لله سبحانه وتعالى حكمة بالغة في تقدير الحوادث المؤلمة في الحياة بقسميها فردية كانت أو اجتماعية..

أما ما كان قدراً للإنسان في الحياة فهو اختبار وامتحان له حتى يميّز الله سبحانه وتعالى الناس بحسب خياراتهم، فيجازي كلّا بحسب سلوكه وخياره، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾ (العنكبوت: 2)، وقال أيضا عز وجل: ﴿مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ (آل عمران: 179). 

وأما ما كان مما يترتّب على اختيارات الإنسان فهو على العموم أشبه بالآلام المنبّهة على الأمراض، فإن اهتدى المجتمع والفرد إليها قبل وقوعها بالالتفات إلى سنن الحياة وحذّر منها وُقيها وسلم منها.
وإن شعر بها عند إرهاصاتها فأصلح من شؤونه ما كان فاسداً لم يبتلِ بعنفوانها وشدّتها ودوامها، وإلا وقع فيها ولم يبق له مخرج منها إلا الاعتبار بها والاتّعاظ منها لما يستقبله الإنسان من أمره، كما قال سبحانه: 
﴿فَأَخَذْنَاهُمْ بِالبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾ (الأنعام: 42).

هذه الحياة مشهد مركّب ومعقّد تمتزج فيها الظواهر المختلفة والعوامل المتعدّدة، ولكن لا يصعب على الإنسان التبصّر لواقعها إذا كان حريصاً عليها، كما يتبصَّر من سائر أموره ما هو على مثل هذه الصفة من التعقيد والتركيب، ولكنه يكتسب معرفة وبراعة فيها بالاهتمام والإصرار.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: نشرة الخميس (نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة)/ العدد 957.
(أصول تزكية النفس وتوعيتها، للسيد محمد باقر السيستاني: ص121)

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا