السيدة زينب بنت علي (عليها السلام) واحدة من أبرز الشخصيات التي تعتبر القدوة والأُسوة لنساء العالم، والمثل الأعلى الذي يحتذي به الرجال أيضاً.. وقد عُرفت بدورها البارز في نصرة رسالة السماء، واشتهرت بمنطقها البليغ في نقل رسالة الإسلام ومفاهيمه العظيمة.

فقد شهد لها القاصي والداني والموالي والعدو حينما تصدت للظلم والجور يوم الطف، وظهر منها شجاعة أبيها علي (عليه السلام) وبلاغة أُمها فاطمة (عليها السلام) وحلم أخيها الحسن (عليه السلام)، ودورها البارز مع أخيها الحسين (عليه السلام)، الذي أناط بها الدور العظيم في إكمال نهضته العظمى وحمايتها سبايا آل محمد (عليهم السلام).

ينبغي الاقتداء بسيرتها العطرة من خلال المواقف التاريخية والمحن الصعبة والمؤلمة التي شهدتها في مأساة كربلاء، ومعاناة أهل البيت (عليهم السلام) بعد كربلاء، وقد أدت دوراً عظيماً في نشر رسالة الحق والعدل والمقاومة ضد الظلم والاستبداد.

امتازت عقيلة بني هاشم (عليها السلام) بمنطقها البليغ وحكمتها العجيبة في التعبير عن رسالة السماء وشريعة جدها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، حيث استطاعت تفسير وتبيان أهمية نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) الذي طالب بالحقوق الإنسانية والعدالة الحقة على الأرض وتثبيت الرسالة السماوية، بالرغم  من الإعلام الأموي المضلل الذي أراد فبركة الحدث وقلب الموازين على الركب الحسيني.

وقد قامت بخطب واحتجاجات شجاعة لإلقاء الضوء على الظلم والجبروت الذي تعرضت له أُسرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في كربلاء، فمن خلال منطقها القوي والبليغ استطاعت الحوراء زينب (عليها السلام) أن تعزز الثقة والإيمان في صفوف المؤمنين، وتنشر رسالة الحق والعدل، وتحارب الظلم والتمييز.. وأصبحت قدوة في التحلي بالشجاعة والصبر في وجه الضغوط والمحن.

إن تفاني العقيلة زينب (عليها السلام) ومنطقها الحكيم يُعَدّان مصدر إلهام للإمة الإسلامية حتى يومنا هذا، فهي تعطينا درساً في أهمية الثبات على الحق والدفاع عن المبادئ والمسلّمات، وتشجعنا على استخدام منطق الحكمة والتواصل لبناء ونشر القيم الإنسانية ورسالة الإسلام العظيم.

___________________________________
المصدر: نشرة الكفيل (نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة)/ العدد 928.
الشيخ حسين التميمي