في لحظة إدراك المرء نعمة الانتماء لنهج أهل البيت (عليهم السلام) يستشعر عظمة النعمة التي قد غمره الله تعالى بها، ومقدار التوفيق الذي تأهل من خلاله لأن يكون على نهج أصفياء الله تعالى، فحين اختار الله سبحانه صفوة من الخلق ليمثلوه في الأرض كخلفاء وأئمة هداة، وفق لهم نخبة من خلقه يعظّمون أمرهم ويسيرون على هديهم.
وكان أحد فروع هذه المدرسة الإلهية الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)، الذي سلك بالناس طريق الحق وأبعدهم عن الغواية والانحراف والضلال، وارتقى ببناء الإنسان درجات، فحين ماج الخلق في الضلال شرع له طريق النجاة، ولولا حكمته لضاع الناس في أفواج الفوضى ودير الظلام ووديان العمى، ولكن حكمة الإمام (عليه السلام) استطاعت أن تعيد الانسان إلى جادة الحق ونور الهداية، وتُعيد الحق في صدور رجال أوشكوا أن يغرقوا في التيه.
لقد كان إمامنا المجتبى (عليه السلام) يمثل عدل الله تعالى وحكمته، ولمّا كانت الهدنة طريق النجاة للمؤمنين وإيقاف سيل الدماء، أبرمها الإمام (عليه السلام).. وهكذا كان المسير قد خطه بخطة محكمة يلتمس المرء أثرها ويتحسس بركتها.
ولا يزال الإنسان المعاصر يتعطش إلى حكمة تعيد له أوضاعه وترمم له أحواله، فيظهر لنا منهج الإمام المجتبى (عليه السلام) الأُنموذج الصالح للبقاء حتى نهاية الحياة، نتأسى به في كل خصاله ومواقفه السامية وحكمته البالغة النافعة الناجعة.
___________________________________
المصدر: نشرة الكفيل (نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون
الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة)/ العدد
931.
العفاف من أبرز أمثلة الجهاد في الحياة