تمرّ علينا في هذه الأيام ذكرى فاجعة شهادة السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليه السلام) -وهي صغيرة- على رأس أبيها الإمام الحسين (عليه السلام)، وذلك في إحدى خربات دمشق قرب القصر الأموي الدموي.

وتعد شهادتها (عليها السلام) من أهم الأحداث التي شكّلت نقطة تحول في تاريخ الإسلام، ونتذكر من خلالها المأساة التي حلت بالإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه الكرام (عليهم السلام) في كربلاء، ونحيي أمرهم لنتعلم الدروس ونأخذ العبر.

إذ نجد في سليلة الإمام الحسين (عليها السلام) العديد من القيم والمعاني المهمة التي يجب أن تكون جزءاً من التربية الحسينية لأطفالنا اليوم، التي تعتبر أمراً ضرورياً لجلينا الحاضر؛ لما نمر به من مؤامرات بثقافات دخيلة تريد زعزعة العقيدة وتخريب التربية ومسخ الهوية.. ومن بين هذه القيم:

1. الإيمان وحب إمام العصر:
إذ نتعلم من سيرة هذه السيدة الطاهرة: أهمية الإيمان، والتفاني في حب إمام الزمان، والاستعداد للتضحية والتحمل من أجل الدفاع عن الحق وأهله.

2. الصبر والثبات على العقيدة:
فمن الأمور التربوية التي يستلهمها جيلنا اليوم: الصبر والثبات في وجه المحن والصعاب، وعدم الانكسار والاستسلام للظلم والطغيان.

3. الحرية والاستقلالية في الهوية:
أهمية الحرية والاستقلالية في الفكر والرأي في بناء الشخصية والحفاظ على الهوية، وعدم الانحياز للرأي الآخر إذا كان يتعارض مع الحق من ثقافات غريبة ودخيلة.

4. العدالة والمساواة:
فنتعلم منها أهمية العدالة والمساواة بين الناس، وعدم التمييز بين الناس بسبب العرق أو الدين أو اللون أو الجنس.

إن إعادة النظرة التربوية والحسينية إلى سيرة عزيزة الإمام الحسين (عليهما السلام) تلهمنا العديد من القيم السامية والمفاهيم العظيمة في التربية الإيمانية لنشئنا المعاصر، الذي يواجه تحديات فكرية وثقافية كثيرة، ويقوي عزيمتنا لإرساء دعائم نهضة تربوية معاصرة.

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس (نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة)/ العدد 930.
الشيخ حسين التميمي