أهمية التعليم
2023/05/18
471

 ليس المقصود بالتعليم عند علماء التربية مجرد تعلم القراءة والكتابة وإنما جعلوه شاملا لكل تعلم يؤهل الفرد للحياة في بيئته، ويعطيه قدر كاف من الدراسة لجعله مواطنا واعيا قادرا على خدمة نفسه ومجتمعه الذي يعيش فيه ومن أهداف التعليم اذكر منها (تنمية الإدراك) وهي الوظيفة الأولى للتعليم وذلك لتوجيه الإدراك الوجهة الصحيحة التي تقف مع صالح الفرد والمجتمع تنميات العقل: من جملة إكمال المرء لشخصيته تنمية العقل ليزداد جمالا وبهاء فإن المرء ليس حتما بمظهره وملبسه وملامح وجهه ولون بشرته وطوله ووزنه وإنما جماله بمقدار معرفته وعلمه وإبداعاته فالإنسان يقيم على ما يحققه من إنجازات عظيمة في مجالات الحياة المختلفة أما الشكل والأناقة مطلوبة ولكن بقدر معقول للرجل والمرأة على حد سواء (فالله جميل ويحب الجمال)، (والنظافة من الإيمان) إلا أن الافراط في الاهتمام بالمظهر على حساب العقل والعلم يؤدي الى تفريطا في الاهتمام بالقضايا العقلية والعلمية التي هي الاساس في انسانية الانسان ثم أن العقل كالنبات يكون واهنا وخمولا عند الولادة كمثل النبتة التي تتهاوى عند بدايتها وهو مثلها بحاجة الى تغذية فاذا توفرت له تغذية سليمة بالتعليم والتربية والتفكر نما وازدهر والابقي في حدود الاولى مجرد بذرة صغيرة.

المرأة وواقع التخلف

ثمة عوامل تؤكد واقعية التخلف في البلدان الاسلامية ولا سيما البلدان التي كانت فيما سبق رائدة العالم في جميع المادين علما ان مفهوم التخلف والتنمية يختلف من مجتمع لآخر باختلاف المشارب الفكرية والانتماءات العقائدية والاقتصادية والاجتماعية، وكذلك الحال لبقية المجالات وفي شتى الميادين هذا أولا وإمكانية البحث في التجزئة والشمولية لموضوع التخلف والتنمية أو فلنقل ما هو المعيار للتخلف والتنمية ثانيا؟ وما يهمنا هنا ما دور العامل الإنساني في واقع التخلف والتطلع في البلاد الإسلامية، بالطبع هناك مجموعة من العوامل المؤثر في تكريس واقع التخلف أو دفع دواليب العملية التنموية للأمام وقد يقع الإنسان ضحية العوامل المؤثرة سلباً.

الإسلام الحنيف يعتمد على مجموعة من الركائز – نظرية وتطبيقية للقضاء على واقع التخلف وتنشيط المشروع التنموي لتحقيق السعادة والتقدم العام في الحياة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية ومن هذه الركائز اذكر لك منها.


ركيزة العلم

والذي يهدف الإسلام من خلالها بناء الشخصية الواعية وهي مقرونة بالعمل وبها تتفاوت البشر وتتفاضل قال الله تعالى (قل هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولي الألباب) وقال الله تعالى (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وقد فتح الله أبواب العلم والمعرفة أمام الناس وحث على طلب العلم في مواطن عديدة في القرآن الكريم أما في السنة الشريفة فالأحاديث التي تدعو ا فيه لطلب العلم وتحث عليه لا حصر لها.

سيدتي الفاضلة: لا يخفى عليك أن طلب العلم ذا أهمية كبيرة تعجز الأقلام عن وصفها وقيمتها تتجلى في كشف الحقائق الكونية وتبسيط المعارف البشرية للاستفادة منها والسير النير في الحياة وفق المنهج العلمي الرصين الذي يرسي دعائمه الدين الإسلامي الحنيف وبه يتم التفاضل حيث إن العلم يعلو بصاحبه عن الجهل والتخلف والعصبية إلى عالم المعرفة الإلهية والإيمان الحقيقي وأن المجتمع يتكون من طبقات مختلفة تقوم على أسس سليمة وهي العلم والخبرة والكفاءة والقدرة البدنية ولا يوجد استعلاء ولا تفاخر فأفراد المجتمع متساوون في الحقوق والواجبات والسوأل هنا ما هو دور المرأة من التخلف التنمية؟ الجواب لما كانت المرأة عنصرا فاعلا في الحياة وعلى عاتقها تقع مسؤولية عظيمة فدورها لا يقتصر على نفسها فحسب وإنما يتعداه بأكثر من ذلك فهي مدرسة المجتمع ومعلمته ومهذبته وهي منجبة الأبطال والحماة وهي القادرة على خلق القدرات الفكرية والجسدية في الإنسان لما كان دورها كل ذلك فتأخرها وقهرها يعني تأخر المجتمع وقهره وظلمها ظلمة كما أن تقدمها بالضرورة يكون سبب تقدم الحياة بأسرها هذا بالإضافة إلى أن دور المرأة في تكريس واقع التخلف أو تنشيط العملية التنموية لا يقل عن دور الرجل إن لم يفته في كثير من الأحيان.

وقد كان ذلك واضحا في عهد رسول الله (ص وآله) فالواجب الاجتماعي لم يكن يفرق بين الرجل والمرأة فالذي يحرم على الرجل يحرم على المرأة في الوقت نفسه وكما أن في الواجبات العبادية والمستحبات أيضا وكما كان للرجل لزاما عليه أن يتبع الإسلام ويطيع الله ورسوله ويجاهد في سبيل الله ويعرض عن الجاهلين فكذلك كان هذا لزاما على المرأة إذ إن الرجل والمرأة متكافئان ومتساويان في أداء هذه الواجبات لشمول الخطابات القرآنية كل منها على سواء ولذلك فإن المرأة تملك القدرة في تنشيط العمل التنموي في المجتمع وإشاعة المفاهيم الحضارية في الأمة والقيام بالأعمال التي من شأنها تثقيف الأجيال والمراة عضو فاعل في المجتمع وهذا يمكنها من أن تتحرك في أداء دورها الطليعي المتمثل في إيجاد مبادرات في الأماكن التي تستطيع فيها ان تتحرك بحرية وان تعمل في خط توعوي طويل وان تثبيت انها تستطيع ان تقوم بعملية التنمية سواء كان على المستوى الثقافي او الاقتصادي او الاجتماعي لانت طاقاتها ليست باقل من طاقات الرجل عندما يتم استخدام هذه الطاقات وان المسالة تحتاج الى مبادرة والى عملية دخول صراع من المفاهيم المختلفة حتى تكون التنمية نتيجة كالسيطرة على عقلية التخلف لأن ذلك هو الذي يمكن ان يحقق لنا السيطرة على واقع التخلف.

انطلاقا من قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وعلى هذا الأساس نستطيع أن نبني قاعدة تجمع الرجل والمرأة في دفع عملية التنمية إلى الأمام ورفض الواقع المتخلف في الأمة، اما إذا حاولنا إلغاء دور المرأة من حلبة التثقيف الفكري فإننا بذلك نلغي دورا أساسيا وفاعلا في الحياة وعليه لا بد أن نتصدى في البداية للتصورات والأطروحات الخاطئة في حق المرأة الساعية إلى تحجيم دور المرأة أو انفلاتها وابتذالها إذا ما أردنا أن نؤطد أهمية المرأة في التنمية أما بعض الإشكالات التي تقع نتيجة العمل في المشروع التنموي فلقد أوجد الاسلام الحلول الكاملة لها وعززها بنظام وقائي يحصنها من الاعتداء عليها من قبل المجتمع عامة.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج أنوار التنمية- الحلقة الأولى

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا