مفهوم خاطئ.. 
الكل يتحدث عن القرب من الله عز وجل وعن الشعارات التي تدور حول هذا الموضوع ومدى القرب من الله وكيف يجب أن يكون والى آخره.. والحقيقة إن الكثير من الناس في دواخلهم يخشون التقرب من الله سبحانه وتعالى بسبب مفهوم أو معتقد خاطئ متمثل بأن الأنسان كلما زاد قربه من الله عز وجل وكان محبوبا من قبله إذا ليستعد لأنواع الابتلاءات والمصائب والنوائب وصعوبات الحياة.. 
ويمكن بكل تأكيد أن يخطر على بالنا الأنبياء والأولياء سلام الله عليهم أجمعين ولكن التقرب الحقيقي من الله عز وجل يزيل هذا الهاجس، يجعلنا نشعر بالسكينة التامة والأمان المطلق في رحاب الله عز وجل..

سكينة واطمئنان..
أدلت مسؤولـة شعبــة التدريب والتطوير النسوي في العتبة الحسينية  المقدسة (خلود إبراهيم البياتي) بأنه ورد في مناجاة الإمام السجاد (عليه السلام) :- "اِلـهي مَنْ ذَا الَّذي ذاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرامَ مِنْكَ بَدَلاً، وَمَنْ ذَا الَّذي اَنـِسَ بِقُرْبِكَ فَابْتَغى عَنْكَ حِوَلاً"، حيث القرب من مصدر الطاقة والنور يلقي بأشعته عل من حوله فيكون ذلك الشخص القريب مثالا يحتذى به بالأمانة والصدق وكل الصفات الجميلة.. والقرب هنا يكون معنويا ولا يشترط به المكان فمن كان قلبه حرما لله سبحانه وتعالى كان سلوكه نورانيا وكانت حروفه مزهرة ومن أجل الوصول الى تلك النعمة العظيمة ينبغي أن نبحث عن مصادر فعل الخير، وما أكثرها من مصادر..
من المهم أيضا أن نفعل دور الذكاء العاطفي الذي بواسطته يمكننا أن نتعرف على أنفسنا وأهدافنا وغاياتنا فضلا عن علاقاتنا مع الآخرين، وبعد التعرف على كل هذه الأمور سنحقق التوازن في الأفعال والعلاقات لكي نشعر بالسعادة والاطمئنان والسكينة وراحة البال والأهم من كل هذا القرب من الله سبحانه وتعالى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج لا تقدر بثمن - الحلقة العاشرة - الدورة البرامجية 62.