أخواتي الكريمات لا يوجد دين مثل
الإسلام اهتم بمساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم حتى لدرجة أن النبي
(صلى الله عليه وآله وسلم) اعتبر أن مساعدة الآخرين جزء من
الإيمان
فالنبي(صلى الله عليه وآله)
يوصي بمساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم وأحاديث كثيرة جاء بها نبي
الرحمة صلى الله عليه وسلم يؤكد فها على أهمية التعاون ومساعدة
الآخرين ومدّ يد العون لهم. حتى إن النبي الكريم اعتبر أن الإيمان
لا يكتمل حتى تحب لأخيك ما تحبه لنفسك!! واعتبر أن الذي ينام وجاره
جائع وهو يعلم فهو ناقص الإيمان، ومن زاره ضيف ولم يكرمه فهو ناقص
الإيمان.
يقول (عليه الصلاة والسلام): (لا
يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
ويقول أيضاً: (المسلم أخو
المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في
حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم
القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)
هذا حديث عجيب أيتها الأخوات ندرك
من خلاله مدى اهتمام النبي بمساعدة الآخرين وحب الخير لهم، حتى إن
النبي اعتبر أن أي عمل تقوم به تفرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا أو
تستر عليه عيباً أو تقضي له حاجة... فإن الله سيعطيك من الأجر أضعاف
ما قمت به في الدنيا.
فإن إكرام الضيف مثلاً هو سنة يحبها
الله ورسوله وإن الله يعطي عليها أجراً عظيماً، والإسلام لم يأمر
بمساعدة الآخرين فحسب، بل بكفّ الأذى عنهم وعدم إيذائهم.
والآن وبعدما رأينا كيف اهتم
الإسلام بهذا الجانب الاجتماعي وحافظ على سلامة المجتمع وتماسكه
وانتشار المحبة والود والعطف والتراحم بين المؤمنين، نسأل: هل هناك
من إعجاز علمي أو فوائد طبية ونفسية لمثل هذا العمل؟!
نعم، فهناك دراسة علمية تؤكد أن
مساعدة الآخرين تعالج التوتر النفسي؛ أكد الخبراء في مجال علم النفس
أن مساعدة الآخرين من شأنها أن تخفف توتر الأعصاب، حيث إن الانخراط
في معاونة الآخرين يحفز إفراز هرمون "الإندورفين"، وهو هرمون يساعد
على الشعور بالراحة النفسية
وأن معاونة الآخرين تساعد على تقليل
حدة الضغط العصبي، حيث إن مساعدة الفرد للآخرين تقلل من تفكيره
بهمومه ومشاكله الشخصية ومن ثم يشعر بالراحة النفسية.
ولابد من ضرورة توافر ثلاثة شروط
أساسية عند مساعدة المرء للآخرين للتمتع بالجوانب الإيجابية
للمساعدة، وهي أن تكون المساعدة منتظمة، وأن يتاح اتصال شخصي بين
الشخص "المساعد" وطالب المساعدة وأن يكون طالب المساعدة خارج نطاق
المعارف أو العائلة أو الأصدقاء.
أن الإنسان ليس مجبراً على مساعدة
الغرباء، وهو حرّ تماماً في اتخاذ قرار المساعدة من عدمه وأن تلك
الحرية تعد أمراً مهما للحصول على النتائج النفسية المرغوبة من
مساعدة الآخرين. وعلى العكس من ذلك يكون الشخص "مجبراً" على مساعدة
الأصدقاء والأقارب.
وكما لا يخفى من ان الاكتئاب هو مرض
العصر، فملايين الإصابات سنوياً نجدها وبخاصة في العالم غير
الإسلامي، منها ما يؤدي للانتحار أحياناً. ولكن الإسلام حرص على
المؤمن وأمره بحب الخير ومساعدة الآخرين، لأن الله تعالى يعلم أن
هذا العمل يعالج الاكتئاب ويرفع النظام المناعي لدى الإنسان...
فانظرن معي إلى عظمة هذا الدين... ألا يستحق أن
يُتَّبَع!
ايضا في دراسات علمية سابقة تبين
أهمية التسامح والعفو عن الآخرين وعدم الغضب، كل ذلك يؤدي إلى تحسين
كفاءة النظام المناعي لدى الإنسان وبالتالي وقايته من مختلف
الأمراض، ويمكن القول إن أي عمل خير تقوم به يمكن أن يساهم في تحسين
الحالة النفسية ورفع مستوى النظام المناعي وإعطاء جسمك جرعة مناعية
إضافية ضد الأمراض وبخاصة التوتر النفسي.
فنرى إن الإسلام عندما اهتم بأعمال
الخير إنما جاء هذا التشريع لمصلحة الإنسان والمجتمع وللفوز بثواب
الدنيا والآخرة. ولذلك نجد آيات كثيرة تحض المؤمن على التعاون
وتقديم الخدمات للآخرين مجاناً ودون مقابل. وانظروا كيف أن هذا
الباحث وبعد تجارب كثيرة تبين له أن أفضل أنواع المساعدة عندما لا
تطلب أجراً أو شكراً على مساعدتك، ومن هنا ندرك أهمية قوله تعالى:
(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا
وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ
مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)
اللهم اجعل أعمالنا كلها خالصة
ابتغاء مرضاتك وخوفاً من عقابك ومحبّة بخاتم أنبيائك (صلوات الله
وسلامه عليه)
من هذا يتبين لنا أهمية مساعدة
الآخرين وتقديم يد العون لهم في السراء والضراء فالمنفعة ستكون في
الدنيا قبل حصد جوائز الآخرة التي ستكلل بالأجر والغفران والعتق من
النيران.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج ترانيم الغدق-الحلقة العاشرة-الدورة
البرامجية66.
أُم البنين (عليها السلام) ونصرة إمام زمانها