ضرورة استجابة المراهقين لنصائح الوالدين
2024/10/28
19
ضرورة استجابة المراهقين لنصائح الوالدين
ينبغي للأولاد المميّزين والمراهقين من فتيان وفتيات الاستجابة لأوليائهم من الآباء والأمهات فيما ينصحونهم به؛ من مبادئ العفاف، وتجنُّب الاختلاط، وكذلك الحذر في حال وقوعه بالاقتراب من الآخرين والثقة بهم وإقامة العلاقات العابرة.
فالإنسان لا يستغني بضرورة الحياة من الاسترشاد والنصيحة في هذه المرحلة العمرية عن الآباء والأمهات، كما لا يستغني نوعاً عن إيفائهم بسائر حوائجه على ما يجده عياناً، فالنفس الإنسانية في هذه المرحلة في طور التطور والتنامي واكتساب قدرات وخبرات جديدة، ومن البديهي في هذه الحالة أن يعتمد على غيره قبل أن تستقر خبراته في الحياة، وخير مَن يعوّل عليه الإنسان مَن جمع نصحاً وخبرة وتجربة في الحياة، ولا يجد المرء أنصح له من والديه نوعاً، فإنّهما يعدّان أنفسهما مسؤولين عن حياة الأولاد ومستقبلهم، بل الأولاد عندهما جزء من كيانهما، فسعادتهما وشقاؤهما بسعادة الأولاد وشقائهم، ولا يكون الآخرون بهذه المثابة.
فعلى الأولاد إعانة أوليائهم على تولي أمورهم بالتي هي أحسن كما هي وظيفتهم بحسب الفطرة والدين والعرف الإنساني، ولا يشاكسونهم في نصحهم لهم، فإنّ الحياة تجارب، ومَن سعى إلى أن يجرّب بنفسه جميع الأمور كان عُرضة للوقوع في محاذير لا نجاة منها متى وقع الإنسان فيها، ومخالفة الناصح المجرِّب تورث الندامة، وليعلم الأولاد أنّهم غداً آباء وأمهات، وسوف يكون لهم هواجس تجاه أولادهم مثل ما يجدونه لوالديهم، فإن أسّس الأولاد لحسن الاستجابة للوالدين في نصائحهما كان ذلك مستتبعاً -غداً عند تكوينهم للأسرة- لحسن اتباع أولادهم لهم، فعليهم (أي الأولاد) أن يرتقوا إلى ما يليق بهم، ولا سيّما أنّ الله سبحانه كلَّف الإنسان في سنٍّ مبكر، إشعاراً له بالمسؤولية تجاه ما يتفق له، فعلى الأولاد -بمستوى إدراكهم وقدرتهم- مسؤولية ما يتفق لهم.
ولتسعَ فئة من الأولاد -فتيات وفتيان- أن يكونوا مثلاً راقياً لسائر مَن هو في أعمارهم من زملائهم للعفاف والوقار وسائر الخصال الحميدة الواقية عن الاختلاط الذميم، فإنّ أفضل الناس مَن اقتدى الناس به في معاني الرشد والحكمة والفضيلة، ولهم أجرهم في هذه الحياة ومن بعدها حيث يُكتب لهم ثواب كلّ من اقتدى بهم، ومَن لم تبلغ به الهمة أن يكون كذلك فليهتم أن لا يخل بالنصاب اللازم مراعاته في السلوك لتوقي المحاذير عن نفسه وعمّن يتولى شأنه.  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد1007    


✍️ السيد محمد باقر السيستاني.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا