الشيطان قد يرحل قريباً
2022/10/07
344

 

إنه متردد.. ولم يؤكَد الخبر بعد!!
ولكنّ البعض قالوا: إنه يحزم أمتعته! ويشد حقائبه!!
فسألت أحد العرفاء عن ذلك فقال لي بأن الأمر لا يخلو من احتمالين لا ثالث لهما..
الأول مبشرٌ بالخير.. والثاني منذرٌ بالشر.. فالشيطان لا يرتحل إلا إذا استتب أحدهما..
 

الأول: أنه آيس من بلادنا فيقين إيماننا راسخ.. وطود عقيدتنا شامخ.. قد تزول رواجب اليد ولا يزول ايماننا..  وتتدكدك الراسيات ولا تتزحزح عقيدتنا.. قد بلغنا من الفضائل أقاصيها.. وجانبنا من الرذائل دوانيها.. قد غشى العدل والنظام بلادنا.. والحب والوئام أفرادنا.. فهل نحن كذلك!؟
فإذا كنّا كذلك فهو مرتحلٌ لا محالة قد آيس منّا وقد نسمع رنّتهُ وشيكاً.

الثاني: إنه قد اطمأن من بلادنا فمهامّه فيها قد انتهت.. وقد يدير بعض وكلائه ذلك.. أو قد لا يحتاجهم إطلاقاً فما يريده سارٍ حسب القواعد والضوابط التي وضعها.. فالمقاهي تكاد تعمُر بروادها..  والمساجد تكاد تخلوا من عبّادها.. ودور المكتبات تحاول دابة الأرض أن تأكل تراثها.. وبيوت المعارف يحاول مستأجرها أن  يُغيّر أثاثها.. 

ولكن.. ما يقلقه أشد القلق، ويخيفه أشد الخوف.. الشباب!!
فهو منهم على وجلٍ وحذرٍ لا متناهيان.. يخشى أن تصيبه منهم دائرة.. رغم الأقبال الشديد لبعضهم على عروضه.. واستحسان الآخر لأفكاره.. فتسريحات الشعر مطابقة للمواصفات، والايدي لا تخلو من الهواتف ليل نهار.. وهو قمّة المعقول.. وغاية المأمول.. والبعض يسهر الى الفجر.. وربما لا يتمكن من النوم إلا قبل الأذان بخمس دقائق وربما يحرمه صوت الأذان لذة الكرى، فيعيش تلك المعاناة حتى ينتهي المؤذّن من الأذان فينام..
وهو ما أسقطته أنامل ضلاله على خرائط آماله.. فإذا استتب الأمر، ونجحت خطته وسجّل أهدافه.. فهو راحلٌ لا محالة. 

فيا شبابنا الواعي لا زال لديكم وقت مستقطع إضافي والمباريات لا زالت قائمة والكرة في ملعبكم.. فنظموا صفوفكم.. وغيروا خططكم.. وسجلوا هدفاً في مرماه.. تكون الغلبة لكم.  

 

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 593.
الشيخ علي السعيدي 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا