كثيرا ما نسمع من الآباء والأمهات عبارات منتشرة في المجتمع في الآونة الأخيرة انهم لا يعلمون ماذا يصنع ولدهم، أو أنهم تعبوا من التعامل معه ففضلوا الابتعاد والخلص من همومه.. خاصة الاطفال في فترة المراهقة حيث عند عبورهم هذه المرحلة يشعر الكثير من الآباء والامهات انهم امام شخص مختلف تماما غير الذي اعتادوا عليه.
المراهق ليس شخصا غريبا لوالديه بل هو فقط يحتاج الى خطوات ادق للتعامل معه، يحتاج الى من يعرف كيف يتعامل معه ويحقق التوازن بين كون الوالدين المربين والمرشدين وكذلك الاصدقاء ذوي التواصل المحب والعميق.
من المهارات المهمة التي يجب ان يتقنها كل أب وأم ليتسنى لهم الاقتراب من ابنائهم خلال هذه المرحلة ومد جسور المحبة والعطاء لكي يطوي الابناء هذه الصفحة كشريط طيب من الذكريات يأنس بها الابناء ويتذكرونها بحين عند كبرهم ويقدسون آباءهم لمساعدته ومعاضدته ووقوفهم الى جانبه خلال اكثر الفترات تشويشاً في حياتهم.
البيئة هي الحاضن الأول للأبناء فمن المستحيل للبذرة أن تنبت ويقوى عودها وتستعد للحياة في أرض فاسدة مهما بالغ المزارع في الاهتمام والعناية بها، كذلك الابناء بصلاح بيئتهم المحيطة يصلح حال الأبناء والعكس صحيح، فالأبناء يحتاجون لبيئة داعمة ومساندة ليتمكن من التأسيس لشبابه ومستقبله بسهولة وسلاسة ويمكن ان نرى تأثير البيئة على الابناء من خلال الافكار وكيفية تكون صورة للذات.
لكي تكون البيئة داعمة يجب بصورة ضرورية ان تكون قائمة على الحب فلا يمكن أن نحدث التأثير العميق على المراهق دون أن نمنحنه الحب والحنان والتفهم، فأي بيئة قائمة على القسوة والغلظة والبلادة والجفاف لا يمكن ان تكون بيئة داعمة بل محبطة قاتلة لنمو الأبناء السليم.
ومن صفات هذه البيئة هي بيئة
تنمي شعور المسؤولية لدى الأبناء ليتربى المراهق على تحمل المسؤولية
وتأديتها بشكل صحيح دون التفريط بدلال الاطفال ولكن ليتحمل اعباء
الحياة دون ان يفشل او يقع تحت اثقالها.
المواصفة الثالثة هي عدم
المقارنة بين الابناء او التمييز بينهم أو بأقرانهم فهور أسلوب مدمر
لتدمير شخصية المراهق وصحته النفسية.
الانتقاد ما يظن الكثير من الآباء انه بالتحقير او بالترصد الدائم والمستمر الذي يقتل شخصية المراهق عن طريق تدمير ثقته بنفسه خوفا وتجنباً للانتقاد الذي ما هو إلا اسلوب لتنفيس غصب الاهل تجاه ابنائهم دون التمييز بين الانتقاد والاصلاح.
الحوار وايجاد لغة مشتركة بين الآباء والأبناء هي من أهم صفات البيئة الداعمة وأن بيتا مهما كان زاخرا بالأثاث وكافة سبل الراحة لا يعدو كونه مقبرة تموت فيها الكلمات والاحاسيس دون الاستئناس بها.
وأضافت الاستشارية الاخصائية
والاستاذة الجامعية تغريد حيدر بأن فترة المراهقة تحوي الكثير من
التغيرات الهرمونية تظهر آثارها على نفسية وعقلية وشخصية المراهق
لذا الأهل مسؤولون عن تثقيف أنفسهم عن هذه الفترة كي لا يكون
تعاطيهم معه تعاطياً خاطئ يقمع ظهور شخصية المراهق وتكوينها
.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج فراشتي المرتقبة-
الحلقة الأولى- الدورة البرامجية64.