إن مرحلة المراهقة تأتي حين ينتقل الطفل من فضاء سيكلوجي وإجتماعي معين إلي فضاء سيكلوجي وإجتماعي مختلف تماما بكل ما فيه من دلالات وعلاقات وتصورات، كما أن مرحلة المراهقة تتميز بالكثير عن غيرها سواء كان بيولوجيا أو نفسيا وأيضا إجتماعيا.
فمرحلة المراهقة هي مرحلة انتقالية بين مرحلة الطفولة ومرحلة النضج والبلوغ وتتميز بخصوصية بنيتها البيولوجية والنفسية والاجتماعية، كما تتميز بتغيرات بيولوجية ونفسية واجتماعية. ومرحلة المراهقة تختلف جذريا عن مرحلة الطفولة، إذ ينتقل فيها الطفل من فضاء سيكولوجي فضاء اجتماعي في بنيته الاجتماعية وتأويلاته وتصوراته الدلالية إلى فضاء جديد بعلاقاته وتأويلاته وتصوراته. 
ولذا إن تعرض الطفل أو المراهق للعنف ليس بالشئ العادي على الإطلاق، وليس بالأمر الذي يمكن أن ينسى أو تختفي آثاره بسهولة كما يعتقد البعض، بل أن اثر العنف على الاطفال والمراهقون قد يكون أكبر مما نتصور، فالعنف باختلاف أنواعه يؤثر بشكل كبير على الطفل والمراهق أيضاً؛ فالأطفال والمراهقون الذين ينشأون في بيئة عنيفة في المنزل غالبا يكونون أكثر عرضة للقلق والتوتر المرتبط بالخوف، بالإضافة إلى الصدمة النفسية والعاطفية، ويظهر أثر العنف على الاطفال من خلال الشعور بالقلق من المستقبل على عكس من هم في سنهم ممن يعيشون حياة طبيعية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج أغصان الصفصاف- الحلقة الخامسة- الدورة البرامجية 66.