التبرج وآثاره
2020/11/14
744

إن التبرج معصية لله ورسولهِ (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن يعص الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم فإنه لا يَضُرُّ إلا نفسه، ولن يَضُرَّ الله شيئًا، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : " كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى "، فقالوا: يا رسول الله من يأبى ؟ قال: " من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى" .

التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسْنِمَةِ البُخْت، العنوهن، فإنهن ملعونات ".

فإن المرأة عورة، وكشف العورة فاحشة ومقت، قال تعالى: {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء}، والمتبرجة جرثومة خبيثة ضارة تنشر الفاحشة في المجتمع الإسلامي، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

إن قصة آدم وحواء مع إبليس تكشف لنا مدى حرص عَدُوِّ الله إبليسَ على كشف السوءات، وهتك الأستار، وإشاعة الفاحشة، وأن التهتك والتبرج هدف أساسي له، قال الله عز وجل: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا}.

فإبليس إذن هو مؤسس دعوة التبرج والتكشف، وهو زعيم زعماء ما يسمى بتحرير المرأة، وهو إمام كُلِّ مَن أطاعه في معصية الرحمن، خاصة هؤلاء المتبرجات اللائي يؤذين المسلمين، وَيَفْتِنَّ شبابهم،
قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} 
وقد وصف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دعوى الجاهلية بأنها منتنة أي خبيثة، وأَمَرَنَا بنبذها، وقد جاء في صفته صلى الله عليه وسلم في التوراة أنه{ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ}.

فيا أختي المسلمة:
هلا تَدَبَّرْتِ قولَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " نَحِّ الأذى عن طريق المسلمين ".

فإذا كانت إماطةُ الأذى عن الطريق من شُعب الإيمان التي أَمر بها رسولُ الله صلى الله عليه واله وسلم، فأيُّهما أَشَدُّ أذًى : شوكةٌ أو حَجَرٌ في الطريق، أم فتنة تُفْسِدُ القلوبَ، وتَعْصِفُ بالعقول، وتُشِيعُ الفاحشةَ في الذين آمنوا؟

إنه ما من شابٍّ مسلمٍ يبُتلَىَ مِنْكِ اليومَ بفتنةٍ تَصْرِفُهُ عن ذكر الله، وَتصُدُّه عن صراطه المستقيم، كان بُوسعك أن تجعليه في مَأْمَنٍ منها، إلا أعقبكِ منها غدًا نكالٌ من الله عظيم.

بادري إلى طاعة ربك عز وجل، ودَعي عنكِ انتقادَ الناس ولَوْمَهم، فإن حساب الله غدًا أَشَدُّ وأعظم.

تَرَفَّعِي عن طلب مرضاتهم ومداهنتهم، فإن التساميَ إلى مَرْضَاةِ الله أسعدُ لكِ وأسلم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " من التمس رضا الله بِسَخَطِ الناسِ، كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناسِ بِسَخَطِ الله، وَكَلَه الله إلى الناس". 

ويجب على العبد أن يُفْرِدَ الله بالخشية والتقوى، قال تعالى:{ فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}، وقال جلا وعلا: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}، وقال سبحانه: { هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}.

وإرضاء المخلوق لا مقدور ولا مأمور، أما إرضاء الخالق فمقدور ومأمور،، وقد ضمن الله تعالى للمتقين أن يجعل لهم مخرجًا مما يضيق على الناس، وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون، قال عز وجل: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ..
التبرج باب شر مستطير: وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع، وعِبَرَ التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا، ولا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر.

فمن هذه العواقب الوخيمة:

- تسابق المتبرجات في مجال الزينة المحرمة لأجل لفت الأنظار إليهن، مما يُتلِف الأخلاق والأموال، ويجعل المرأة كالسلعة المهينة الحقيرة المعروضة لكل من شاء أن ينظر إليها.

- فساد أخلاق الرجال خاصة الشباب والمراهقين، ودفعهم إلى الفواحش المحرمة بأنواعها.

- تحطيم الروابط الأسرية، وانعدام الثقة بين أفرادها، وتفشي الطلاق.

- المتاجرة بالمرأة كوسيلة دعاية أو ترفيه في مجالات التجارة وغيرها.

- الإساءة إلى المرأة نفسها، باعتبار التبرج قرينة تشير إلى سوء نيتها، وخبث طويتها، مما يعرضها لأذية الأشرار والسفهاء.

- استحقاق نزول العقوبات العامة التي هي قطعًا أخطر عاقبة من القنابل الذرية، والهزات الأرضية، قال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}، و قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن الناس إذا رأوا المنكر، فلم يُغَيِّروه أوشك أن يَعُمَّهم الله بعذاب".

 

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج الدرة المكنونة-الحلقة الخامسة.


 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا