المشكلات العضوية التي تمر بها الفتيات المراهقات
2020/11/10
768

تكون فتياتنا في هذه المرحلة قد تجاوزن أغلب المشكلات التي قمن بمواجهتها في سن ما قبل البلوغ أو في مرحلة البلوغ والنضوج، إلا أن ذلك لا يعني أنهن لم يعدن يعانين من شيء، فما أكثر التغييرات العضوية التي تحصل لدى الفتيات في هذه السن وتسبب لهن مشكلات غير قليلة في حياتهن، وما اكثر الأمراض والاختلالات والاضطرابات العضوية والبيولوجية التي يتعرضن لها في هذه السن وتنتج عنها مشكلات كثيرة الكثير منها ذات أبعاد بيولوجية.
ومن هذه المشكلات:

-التغييرات الجلدية:
إن البلوغ قد يؤدي الى حصول تغييرات في جلد الجسم فتتسع مسمات الجلد وتفرز مواد دهنية أكثر، ويؤدي تراكم الغبار والتراب فوق المواد الدهنية الى انسداد المسامات الجلدية ومن شأن ذلك أن يتسبب في حصول اعتلالات مرضية عديدة في بعض الحالات، ليس أقلها الحؤول دون التعرق والتنفس الجلدي، ومن ثم تعرض الشخص الى الإصابة بالاكتئاب والكسل، وفضلاً عن ذلك فإن التغييرات الجلدية لدى الفتيات في هذه السن تبرز بأشكال وصور أخرى أيضاً، فتارة نجدها تظهر على شكل بقع أو حبيبات صغيرة على الجسم وفي أخرى بصورة التعرق الزائد.. والكثير من هذه التغييرات هي ذات مناشئ داخلية وتستمد جذورها من الكبد أو وضع الدم، وكذلك فقد يكون لوضع الدم دور في مثل هذه التغييرات الجلدية.

-مرض السمنة:
ففي هذه المرحلة من العمر بالذات يزداد وزن بعض الفتيات الى حد السمنة والبدانة وهناك عوامل عديدة لها يد في هذه الحالة ومنها العامل الوراثي، إذ يذهب فريق من علماء النفس الى أن أغلب الاشخاص البدينين لديهم والدان لاسيما أم بدينة.
إن البدانة الوراثية هي قبل كل شيء قابلية على السمنة وتنضاف إليها عوامل أخرى فتسرعها من قبيل الإفراط في تناول الطعام وعدم الالتزام بنظام الوجبات والفوضى في الأكل والإكثار من تناول الأكلات التي تحتوي على مواد دهنية مركزة وكذلك الحلويات، وبالطبع فإن التحقيقات الجارية حول هذه المسألة تدل على أن البدانة لدى الاشخاص تبرز معالمها حتى قبل سن البلوغ.

-حب الشباب:
يحصل أحياناً أن يظهر في وجوه بعض الفتيات حب الشباب الذي ينزعجن منه ويقلقهن بشدة ويولد لديهن تصورات بأنهن قد أصبحن قبيحات الشكل والهيئة، فيندفعن الى العبث بمواقعه من أجل إزالة القيح تحته ومحو آثاره الأمر الذي يشوه وجوههن ويزيد في قلقهن.

-الشـــلل:
في مرحلة المراهقة أو في نهاياتها تتعرض بعض الفتيات أحياناً للإصابة بنوع من الشلل ما زالت أسبابه مجهولة ولم يتوصل المعنيون الى رأي دقيق بشأنه لحد الآن ومن نماذجه يمكن الاشارة الى حالات اختفاء الصوت أو العجز عن استخدام الساعدين التي قد تكون ناتجة عن أعراض الهستيريا.
ويصاحب الشلل أحياناً آلام مبرحة الى درجة تعيق الشخصية مثلاً عن المسير أو تعجزها عن تحريك يدها وليس من شك بأن بعض حالات الشلل هي ذات أسباب نفسية ويمكن علاجها عن طريق أساليب علاج الطب النفسي.

 

كما تتعرض الفتيات في هذه المرحلة من العمر لاختلالات عضوية عديدة ومنها:

الاختلالات:
-الاضطرابات والآلام في الدورة الشهرية.
-تعكر المزاج: إن آلام واعتلالات المعدة في مرحلة المراهقة والبلوغ تظل ترافق بعض الفتيات الى هذه السن أيضاً، فالبعض منهن يعانين من آلام في المعدة وفي البطن ويشكون من سوء الهضم ومن شأن حالة زكام خفيفة أن تبدل أحوالهن، إن تعكر مزاج الفتيات له علاقة بحالة العادة الشهرية بنحو وآخر ومن هنا يلاحظ بأن أغلب الاختلالات المزاجية لديهن تترافق مع اضطرابات الدورة الشهرية، وفي حالة معالجة الأخيرة يزول الأول أيضاً في أغلب الحالات، وبالطبع فإن من شأن حالات من قبيل الزكام والتعرق غير الطبيعي أن تضاعف الحالة.

المشكلات البيولوجية:
وتواجه الفتيات في هذه المرحلة أيضاً مشكلات بيولوجية عديدة ومن أهمها:
-اختلال النوم: فالفتيات اللائي يعانين من القلق والاضطراب أو يشعرن بالخطيئة والذنب في حياتهن أو تشتغل أفكارهن بأفكار وهواجس معقدة قد يتعرضن للإصابة بنوع من الاختلال والأرق في نومهن فيتقلبن في الفراش لساعات طويلة من الليل دون أن تأخذ عيونهن النوم.-الاجهاد الجسمي: تشعر بعض الفتيات بالإجهاد والتعب دونما سبب ظاهر ودون أن يكن قد عملن شيئاً مجهداً، ففي الصباح عندما يستيقظن من النوم يشعرن بالكسل والاجهاد وكأنهن يحملن حملاً ثقيلاً قد ضقن به ذرعاً ويتمنين لو يتاح لهن البقاء في السرير وبواعث ذلك إنما تعود الى الاضطرابات العاطفية والنفسية المختلفة.
-انسداد الشهية: ومن المشكلات الأخرى التي تواجهها الفتيات في هذه السن انسداد الشهية والإدبار عن الطعام أو التقليل منه، وتعود الأسباب تارة الى اعتلالات عضوية داخلية وتارة أخرى لاختلالات نفسية وعاطفية أو بسبب الاثنين معاً.

الاعتلالات النفسية:
هذه هي المراهقة ترافقها عشرات المشاكل والمعضلات ومن لا تواجهه مشاكل في هذه السن، غير أن بعض الفتيات يتعرضن لمشاكل صعبة ومعقدة والبعض الآخر منهن تكون مشاكلهن أخف نسبياً وبعض أولياء الأمور يتحملون هذه المشاكل ويتعاملون معها برحابة صدر وآخرون لا طاقة لهم بتحملها ويضيقون بها ذرعاً.
إن أغلب مشاكل الفتيات هي ذات أبعاد نفسية وعاطفية وإن كانت هناك مشاكل أخرى يتعرضن لها أيضاً.

أمراض شخصية:
إن الجدير بالذكر أن الكثير من الحالات التي تتعرض لها الفتيات في هذه السن لها صلات مباشرة بظروف وطبيعة النمو وهي لا تبعث على القلق، غير أنه في الوقت ذاته هناك بعض الحالات التي تخرج عن إطار المسائل الطبيعية، ويمكن النظر اليها بصفتها اختلالات أو أمراضاً نفسية بحاجة الى معالجات، ومن هذه الأمراض النفسية:
- نسج الأوهام: قد تندفع الفتيات في هذه السن الى الاستغراق في الخيال ونسج الأوهام ويعود السبب في ذلك في الغالب لدواعي القلق بشأن المستقبل وأحيانا يعاني بعضهن من حالات معينة ومنها انهن يكتئبن ويقلقن بشأن حياتهن ويصرفن أوقاتا طويلة بالتفكير في هذا المجال؛ فالفتاة بطبيعتها تنقاد الى الاستغراق في نسج الخيالات والاوهام والخوض في بحر الاحلام وهي تميل ميلاً شديداً لمطالعة القصص وتفرد لقراءة مثل هذه الكتب وقتاً في جدول أعمالها حتى في ظروف الدراسة المكثفة.

-التشتت النفسي: وهو أحد الأمراض الشخصية التي تواجهه فتياتنا في هذه المرحلة من العمر، من قبيل حالات الكذب وتقليد الغير والنرجسية والهيجانات الاجتماعية التي تعدّ من علامات الاصابة بانفصام الشخصية.
ويعد مرض انفصام الشخصية من الأمراض الشائعة في أوساط الفتيات في سنوات ما بعد الخامسة عشر عاماً حيث تنزع الفتاة الى الانزواء وتجنب الاتصال بالآخرين وتنطوي على نفسها الى درجة يصعب أو يستحيل كسب ودها مما يسبب لها سوء ظن كبير تجاه الآخرين.
إننا وبعرضنا لهذه المشكلات التي تعاني منها الفتيات، نحاول أن نبين بعض الأسرار التي تكمن في حياة الفتاة مما يسهل على المربين في البيت أو خارجه معرفة كيفية التعامل مع الفتيات على ضوء ما نبيّنه، فالتعامل السليم لا يتم الا بمعرفة المشكلة أولاً والسبب ثانياً، ومن ثم الوقوف على الحلول السليمة.
 
 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج الفتاة وأسرار الحياة- الحلقة الثانية.

 

 

 

 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا