الحياة الأسرية في مرحلة الشيخوخة
2021/11/28
717

يدخل الإنسان في المرحلة الأخيرة من دورة الحياة الأسرية ويمكن القول أن هذه الفترة من الحياة الأسرية جديدة وتحسين نوعيتها سهل على المسنين تحمُّل أعباء الشيخوخة، وبالتالي امتداد مدى الحياة لفترة أطول فمع الرعاية الطبية المتطورة، والتغذية الجيدة، وزيادة الخدمات الاجتماعية إلّا أن ذلك أصبح الآن أكثر شيوعًا، وبالإضافة إلى ذلك فإن الزوجين يصلان إلى هذه السنوات المتأخرة معًا.

ان الصورة النمطية للحياة الزوجية للزوجين المسنين أنها بصفة عامة "كئيبة"؛ فمعظم الناس يدركونها غير سعداء ومنعزلين ووحيدين ومرفوضين من أحبائهم -وخاصة الأبناء والأقارب،  وعلى الرغم من أن هذا صحيح إلى حَدٍّ ما لدى بعض الناس، إلّا أنه الاستثناء وليس القاعدة؛ فمعظم البحوث توحي بأن نوعية الحياة الزوجية في الشيخوخة جيدة على وجه العموم، وحينما يصل إليها الزوجان معًا يكونان سعيدى الحظ، وفي إحدى الدراسات الهامة وصف معظم المسنين هذه المرحلة على أنها أسعد مراحل زواجهم.

إن المسنين في هذه المرحلة يقدرون العبارات الدالة على الأمن الانفعالي العاطفي والولاء ويرون انها أكثر ما يميز علاقة المودة عندهم، فعلاقة المودة بين الزوجين تصبح مع مرور الزمن أقل اعتمادًا على محض الصحبة والتواصل وأكثر اعتماداً على تاريخ العلاقة والتقاليد والالتزام والولاء، وذلك على عكس من هم أصغر سنّاً، وبصرف النظر عن هذه الفروق بين الأجيال.

اضافة الى وجود تشابه كبير بين هذه الأجيال الثلاثة والتواصل حول ما يعتبره الزوجان إيجابيًّا داخل علاقة المحبة، فغالبية المسنين يقدرون الأمن الانفعالي الوجداني على أنه الأكثر أهمية، يليه الاحترام وسلوك المساعدة والمعاونة والولاء على التوالي، وفي أيِّ عمرٍ، يوجد دائماً ما هو أكثر أهمية منه في علاقة المودة بين الزوجين، وخاصةً الأمن الانفعالي العاطفي الذي يعني مشاعر الاهتمام والرعاية والثقة والراحة، واعتماد كلٍّ من الزوجين على الآخر وتوافق  الأزواج المسنين هو بالطبع خلاصة سنوات عديدة من العيش معًا ومعرفة كلٍّ منهما بالآخر معرفة وثيقة، فبعد حوالي أربعين عامًا من الزواج -في المتوسط- يكون كلٌّ منهما تعلم أن يتجاهل المضايقات الصغيرة التي تصدر عن رفيقه، ويقبل منه ما استعصى على التعديل والتغيير من سلوكه.

 

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج على سكة الزمن- الحلقة الثانية- الدورة البرامجية 66.


 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا