2025-11-23 11:24:48
32 ورقة بحثية بعنوان:
الباحثة :أفياء الحسيني
المقدمة
يُعدّ الهدوء من القيم السلوكية الأساسية في عملية التربية الحديثة، لما له من دور مباشر في بناء شخصية الطفل وتنمية قدرته على التواصل الإيجابي مع محيطه.
وتشير الدراسات التربوية إلى أن الطفل قادر على اكتساب مهارات ضبط الانفعال، وأن نشر الهدوء في البيئة الصفية يُعدّ مهارة اجتماعية يمكن غرسها بالتعليم والممارسة.
تهدف هذه الورقة إلى بيان الطرق العملية التي يستطيع الطفل من خلالها أن يكون مصدر طمأنينة لغيره، مع تقديم أساليب سلوكية، لفظية، وعاطفية تناسب العمر المدرسي.
مفهوم الهدوء عند الأطفال
يُعرَّف الهدوء تربويًا بأنه:
قدرة الطفل على تنظيم تصرفاته وأصواته وانفعالاته بما يوفّر له ولمن حوله بيئة مطمئنة ومريحة.
ويظهر الهدوء لدى الأطفال في:
• خفض الصوت أثناء التحدث.
• احترام الدور.
• التحكم في ردود الأفعال.
• الابتعاد عن السلوك المزعج.
الهدوء ليس غياب النشاط، بل تنظيمه.
أهمية أن يكون الطفل سببًا في الهدوء
على المستوى الفردي
• زيادة التركيز في الصف.
• نموّ مهارات التفكير الهادئ قبل اتخاذ القرار.
• تعزيز الثقة بالنفس.
• قدرتهم على التحكم باندفاعاتهم.
على المستوى الاجتماعي
• تحسين العلاقات بين الأقران.
• تخفيف المشاجرات الصفية.
• بناء بيئة مدرسية مريحة.
• تعزيز روح الجماعة والتعاون.
على المستوى النفسي
• تقليل القلق والتوتر.
• رفع الشعور بالأمان والانتماء.
• تنمية مهارة ضبط الانفعال.
كيف يكون الطفل سببًا في هدوء غيره؟
الهدوء اللفظي
قدرة الطفل على استخدام كلمات لطيفة عند التفاعل مع الآخرين، مثل:
• “لا تقلقي، أنا معك.”
• “خلّينا نجرب سوا.”
• “تعال نهدأ ونحل المشكلة.”
هذه العبارات تخفف القلق، وتُعدّ من أفضل أدوات الدعم الاجتماعي لدى الأطفال.
الهدوء السلوكي
السلوك الهادئ يتضمّن:
• المشي بهدوء داخل المدرسة.
• عدم رفع الصوت.
• تجنب إزعاج الآخرين.
• ترتيب المكان قبل مغادرته.
يشير علماء السلوك إلى أن السلوك الهادئ من أقوى الطرق لنشر الطمأنينة لأن الأطفال يتأثرون بالمشاهدة أكثر من الكلام.
الهدوء العاطفي
يتضمن:
• الصبر.
• التنفس بعمق عند الغضب.
• التفكير قبل الرد.
• عدم المقاطعة.
هذه المهارات تعدّ حجر الأساس في الذكاء العاطفي لدى الطفل.
الهدوء الروحي (النمو القيمي)
تؤكد التربية الإسلامية على أن الهدوء خُلق راقٍ.
ويستطيع الطفل أن يستلهم الهدوء من:
• السيدة زينب عليها السلام
نموذج للقوة والصبر واتزان المشاعر.
• الإمام الحسين عليه السلام
تربية على أن العمل لا يُقبل دون صفاء القلب:
“الإمام ينظر إلى قلبي قبل عملي.”
غرس هذه النماذج يعلّم الطفل أن الهدوء قيمة أخلاقية قبل أن يكون سلوكًا.
كيف يخلق الطفل جوًا هادئًا؟
1عبر البيئة
• الحفاظ على نظافة المقعد.
• ترتيب الأدوات.
• تخفيف الضوضاء.
2عبر التواصل
• الابتسام.
• الاستماع للآخرين.
• احترام خصوصية الزملاء.
3 عبر التأثير الإيجابي
يمكن للطفل أن ينشر الطمأنينة من خلال:
| التأثير | السلوك |
| أربح من حولي | أمشي بهدوء |
| أنشر الطمأنينة | أبتسم لمن حولي |
| أحترم الاخرين | لا أتكلم بصوت عالي |
| أكون صديقة جيدة | لا أزعج صديقاتي |
تمرينات تطبيقية في الورشة
تمرين 1: “كلمة تهدّئني”
يُطلب من الطلاب كتابة 3 عبارات تساعد زميلهم عندما يغضب.
تمرين 2: “لون السلوك الهادئ”
يقوم الطفل بتلوين السلوكيات الإيجابية، وشطب السلوكيات المزعجة.
تمرين 3: “دقيقة التنفس الهادئة”
تعليم الطفل تنفس 4-4-4
شهيق 4 ثوان – حبس نفس 4 – زفير ..
الخاتمة
تؤكد الورقة أن الهدوء مهارة مكتسبة، وأن الطفل قادر على أن يتحوّل إلى مصدر طمأنينة لأصدقائه عبر كلمات بسيطة، سلوك منظم، وقلب مطمئن.
إن تعليم الأطفال كيف يهدّئون أنفسهم يساهم في بناء مجتمع مدرسي أكثر توازناً، وهو جزء أساسي من التربية الأخلاقية.
المصدر :محاضرة المرشدة كواكب عبد الستار / وحدة الدعم والإرشاد الأسري / مركز الثقافة الأسرية
في تعدد روايات الفاطمية سرّ وحكمة
2025-11-25
نورٌ خُطِفَ وألمٌ خلَّدَ درسًا
2025-11-24