كيف تقوّي عقل طفلك؟
2025-10-14 08:33:03
40

إنَّ الله تعالى خلق الإنسان وخلق معه الاستعداد الكافي للذكاء وتحصيل العلم والمعرفة، ولكن ما هي الطريقة النافعة التي تستثير العقل عند ولدك وتحسِّن ذاكرته ومعرفته؟

هناك مقدمة وخطوات..

المقدمة:

ينبغي لمن أراد تطوير ذكاء ولده وعقله ألّا يستهين بقدراته، فلا تقل له: (أنت لا تفهم)! ولا تسمح لأحد أن يقول له كذلك، فإنَّ هذه الكلمة وغيرها من الكلمات التي تشم منها رائحة الانتقاص تقتل في نفسه الثقة ويستجيب لها من حيث لا يشعر.. لذا فإنَّ أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يبادرون أبناءهم بالحديث والتسمية حتى لا تسبق إليهم الألقاب النابية.

الخطوات:

أ- أن تعرف كيفية التعليم، أو تبعثه لمن يعرف ذلك، فمعرفة كيفية إلقاء المعلومات عليه من حيث الطريقة المناسبة له من أهم أسباب التشويق، لذا ترى الطالب يُحبُّ بعض المعلمين ويكره بعضهم من حيث إلقاء المعلومات، وهذه ترتبط بطريقة الإلقاء، ولعلك رأيت يومًا أنَّ طفلًا أراد أن يُلقي نشيدًا فصاح عليه الحضور: أنت لست حافظًا، أنت لست فاهمًا.. فهنا توقف أو تلكأ! وقلّما ينجح في حياته مَن كانت تُتابعه صرخات الخيبة وقتل العزيمة والاستهانة.

ب- ترتبط بنوع المعلومات التي تُلقيها على مسامعه، فحتى يستفيد من المعلومات لا بد لك كأب أو معلم من أن تبدأ معه بثقافة تقطير المعلومات، خصوصًا إذا كان قليل الحفظ، فمثلًا إذا أردت أن تعلّمه آية من القرآن الكريم ابدأ بتحفيظه كلمة ثم كلمتين ثم آية وهكذا.

ج- بأن تصبر عليه، فإنَّ الصبر والمتابعة والتلقين الصحيح لا يعطي ثمارًا في يوم أو يومين، بل يحتاج إلى وقت قصير أو طويل بحسب نوعية الطالب أو الابن المتلقي للمعلومات، فليس من الصحيح أن تيأس بأول المشوار في يوم أو يومين شهر أو شهرين، فإنَّ القليل المستمر والمدروس خير من كثير منقطع.

د- وهي من أهم الخطوات، بأن تحفِّزه على التعلُّم بالهدية والمكافأة المناسبة له، فهذا ينفع مع الكبار فضلًا عن الصغار.

هـ- التركيز على شرح المعنى، فعندما تعلّمه الكلمة أو الآية عليك أولًا أن تسأله: ما هو معنى هذه الكلمة التي حفظتها؟ لا تجبه بسرعة، ودعه يفكر قليلًا.. بعد ذلك علّمه كيف يبحث عن معناها ويحفظه.

فمعرفة المعنى أهم من معرفة اللفظ نفسه، فقد تكون اللفظة الواحدة لها معانٍ متعددة فيحفظ تلك المعاني ببركة اللفظ ويرسخ اللفظ في ذهنه ببركة المعنى.

ح- الحديث معه، بأن تطلب منه أن يحدّثك في الأمور التي فهمها، حتى لو أخطأ مرة أو مرتين فعليك تشجيعه، فإنَّ الحديث معه له دخل كبير وعامل مهم في تطوير الذكاء اللغوي عند الإنسان، حيث يصبح قادرًا على تنظيم الألفاظ وترتيبها حال الحديث، ومن أنفع الطرق التي تحسّن لغته بأن تعرض عليه لفظتين وتسأله: أيُّ لفظ مناسب أن تقوله؟ ولماذا؟

 

  • الشيخ قاسم الأعاجيبي
__________________________________________
نشرة الخميس/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1057.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا