عاقبة الأطفال يوم القيامة
2025-09-16 09:01:52
34

ليس من شكٍّ أنَّ الأطفال الصغار لا يُعذَّبون بحالٍ، سواء أكان آباؤهم من الأخيار أم الأشرار، إذ لا عقابَ بلا عصيان، ولا عصيانَ بلا تكليف، وقد رفع سبحانه القلمَ عن الصبي حتى يحتلم، وكرَّر سبحانه في العديد من الآيات: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ (الأنعام: 164). أمَّا قول مَن قال: (إنَّ ولدَ الكافر يدخل النارَ لأنَّه لو عاش لاعتنق دين أبيه)... فمتروك؛ لأنّ اللهَ يحاسب الإنسانَ على ما فعل، ولا يحاسبه على ما لو استطاع لفعل.

وتسأل: هل الأطفال الصغار يُحشرون ويدخلون الجنةَ؟

الجواب: لا سبيل إلى معرفة ذلك إلّا كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله)؛ لأنّ العقلَ لا يحكم هنا بشيءٍ سلبًا ولا إيجابًا، ولا شيء في الكتاب والسنة المتواترة يدلُّ على أنَّ أطفال الكافرين يُحشرون... وفي حديث عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): «إنَّ أطفال المؤمنين يُهدَونَ إلى آبائهم المتقين يوم القيامة».

وقال كثيرٌ من المفسِّرين: إنَّ الكبار المؤمنين من ذرية المتقين يلحقون بدرجة آبائهم العليا في الجنة، وإن كانوا دونهم في العمل الصالح لكي تقرَّ بهم أعينُهُم، واستدلّوا بقوله تعالى: ﴿والَّذِينَ آمَنُوا واتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإيمانٍ ألحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وما ألَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ (الطور: 21)، أي: نزيد للأبناء كرامةً للآباء، ولا ننقص الآباءَ شيئًا من ثوابهم ودرجاتهم.

وقال الإمامية والحنفية والشافعية والحنابلة: يُحكَم بإسلام الطفل تبعًا لأحد أبويه، فإن كانا مسلمَينِ فذاك، وإن كان أحدُهما مسلمًا والآخرُ كافرًا فالطفلُ بحكم المسلمين، سواء أكان المسلمُ هو الأب أم كان كافرًا لكن الأم كانت مسلمة، أمَّا المالكية فقالوا: العبرة بإسلام الأب فقط، ولا أثر لإسلام الأم بالنسبة إلى الطفل.

 

  • (انظر: تفسير الكاشف، للشيخ مغنية (رحمه الله): ج7، ص164-165)

 

__________________________________________
نشرة الكفيل/نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ (مجانية)، تتناولُ المعارفَ القُرآنيةَ، والعقائديةَ، والفِقهيةَ، والتاريخيةَ، والأخلاقيةَ، والتربويةَ، والاجتماعيةَ، والصحيةَ بأُسلوبٍ مبسّطٍ ومختصرٍ، تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد 1038.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا