ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام)
أنّه قال: «دع ابنك يلعب سبع سنين، ويؤدب سبع سنين، والزمه نفسك سبع
سنين، فإن أفلح وإلا فلا خير فيه» (مَن لا يحضره الفقيه:
3/318/1547).
المرحلة الأوّلى: مرحلة
اللعب الطفل إلى عمر سبع سنوات ذهنه مشغول
باللعب حتى لو كان يدرس ويفكر، فما زال ذهنه منعطف ومنحاز نحو اللعب،
ولكن لا تترك الطفل فقط يلعب بل لاعبه؛ أيْ: على الأبوين أن يتفرغا
للعب مع الطفل، بكلِّ بساطة اجلس معه والعب حتى تصنع علاقة حميمة بينك
وبينه، فيشعر بعواطفك ومشاعرك.
المرحلة الثانية: مرحلة
الأدب ثم تأتي السبع سنوات الثانية، وهي
مرحلة خطيرة جداً! وهي أخطر المراحل في حياة الطفل، وهي مرحلة الأدب،
هذه المرحلة إذا لم تعتنِ بها قد يخسر طفلك مستقبله وحياته
المستقبلية، هي مرحلة حساسة من السابعة إلى الرابعة عشرة، حاول أن
تؤدبه، يقول الإمام علي (عليه السلام) لابنه الإمام الحسن (عليه
السلام): «إنما قلب الحدث كالأرض الخالية كلما ألقي فيها شيء قبلته
فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك وينشغل لبك» (تحف العقول:
ص70).
علم ابنك آداب التعليم، علمه آداب
احترام الناس، علمه آداب الطعام، علمه كيف ينظم وقته، كيف يستثمر
أوقاته وجهود..
المرحلة الثالثة: مرحلة
المصاحبة (والزمه سبعاً)؛ أي صاحبه، فبمجرد أن
يصبح ابنك في الخامسة عشرة يكون قد دخل في مرحلة المراهقة، هذ المرحلة
خطرة جداً، المرحلة التي يكون فيها الإنسان مشبوب العواطف، مشاعره
تغلي، عواطفه متأججة، غرائزه متوهجة! إنّ مرحلة المراهقة هي نار تحت
الرماد، يثيرها كلُّ شيء، ويهيجها كلُّ شيء، في هذه المرحلة تعامل مع
ابنك بالصداقة، تحول من أب إلى صديق، تحولي أيتها الأم إلى صديقة
لابنتك، تحول من دور إلى دور، فعندما تكون أباً هذا يعني أنّ هناك
فجوات وحواجز بينك وبين ولدك، وولدك لن يكون منفتحاً عليك، أمّا إذا
صرت صديقاً له وانفتحت عليه فستستقبل أفكاره، وتسمع همومه، وتصغي إلى
مشاكله، وتحاول أن تساعده، وتحاول أن تفهمه وتحاوره.. عندما تكون
صديقاً لولدك حينئذٍ سيرتبط معك إلى النهاية، أمّا عندما تجعل حواجز
بينك وبينه ستخسره يوماً من الأيام، وسيبتعد عنك!
✍️ السيد منير الخبَّاز ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نشرة الخميس/ نشرة أُسبوعيةٌ ثقافيةٌ
(مجانية) تصدر عن العتبة العباسية المقدسة/ العدد ١٠١١ .
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري
تحدث معنا