لاستعداد للمدرسة من الجانب النفسي: تهيئة الأبناء لعام دراسي ناجح
2024-09-09 10:56:20
207
الاستعداد للمدرسة من الجانب النفسي:
تهيئة الأبناء لعام دراسي ناجح
تقى محمود
مع اقتراب بداية العام الدراسي
الجديد، ينصبّ التركيز غالبًا على شراء المستلزمات المدرسية، مثل
الحقائب والكتب والزي المدرسي. لكن هناك جانبًا لا يقل أهمية عن هذا
الاستعداد المادي، وهو الاستعداد النفسي للمدرسة. فتهيئة الأبناء
نفسيًا للدخول في العام الدراسي الجديد تلعب دورًا كبيرًا في نجاحهم
الأكاديمي والاجتماعي، وتخفف من القلق والتوتر الذي قد يصاحب هذه
المرحلة.
التعامل مع القلق المدرسي
القلق هو شعور طبيعي يشعر به الكثير
من الأطفال عند اقتراب موعد العودة إلى المدرسة، خاصةً إذا كانوا
يواجهون تغييرات كبيرة مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة أو دخول مرحلة
تعليمية مختلفة. من هنا، على الأهل دور كبير في مساعدة أبنائهم على
التعامل مع هذا القلق. يمكن أن يكون ذلك من خلال الحوار المفتوح
والاستماع إلى مخاوفهم بعناية. من المفيد طمأنة الطفل وتوضيح أن
التوتر أمر طبيعي، وأنه سيعتاد على التغييرات تدريجيًا.
بناء الروتين
أحد أهم العوامل التي تساعد الأطفال
على التكيف مع المدرسة هو إعادة بناء الروتين اليومي قبل بداية العام
الدراسي. الانتقال المفاجئ من نمط الإجازة إلى نمط المدرسة قد يسبب
صعوبة للطفل في التكيف. لذلك، يفضل البدء تدريجيًا في ضبط مواعيد
النوم والاستيقاظ قبل أسابيع من بداية المدرسة. هذا الروتين يساعد
الطفل على التأقلم مع الجدول المدرسي الجديد ويخفف من شعور
الإرهاق.
تعزيز الثقة بالنفس
الثقة بالنفس هي أحد أهم العوامل
النفسية التي تؤثر على نجاح الطفل في المدرسة. يحتاج الطفل إلى الشعور
بأنه قادر على التعامل مع التحديات التي قد تواجهه سواء كانت دراسية
أو اجتماعية. هنا يأتي دور الأهل في تعزيز ثقة أبنائهم بأنفسهم، من
خلال تشجيعهم على التعبير عن آرائهم، ومساعدتهم على حل المشكلات التي
قد تواجههم بأنفسهم.
التحدث عن التجارب
الإيجابية
من الطرق الفعالة لتهدئة الطفل قبل
العودة إلى المدرسة هو التحدث عن التجارب الإيجابية التي عاشها في
الأعوام الدراسية السابقة. يمكن للأهل أن يذكروا المواقف التي نجح
فيها الطفل أو العلاقات الجيدة التي كونها مع زملائه. هذا النوع من
الحديث يساعد الطفل على التركيز على الجوانب الإيجابية للمدرسة ويقلل
من مخاوفه.
الاستعداد الاجتماعي
إلى جانب الجوانب الأكاديمية، يحتاج
الطفل إلى الاستعداد نفسيًا للتفاعل الاجتماعي في المدرسة. يمكن للأهل
تحفيز أطفالهم على بناء علاقات صحية مع زملائهم من خلال تشجيعهم على
التواصل مع أصدقائهم قبل بداية العام الدراسي. كما أن تعليم الأطفال
كيفية التعامل مع الضغوط الاجتماعية والمشكلات التي قد تطرأ خلال
العام، مثل التنمر أو صعوبات التكيف مع الزملاء، يساعدهم في بناء
مهارات اجتماعية قوية.
التوازن بين التوقعات
والواقعية
في كثير من الأحيان، يشعر الأطفال
بالضغط من توقعات الأهل العالية للنجاح الأكاديمي. بينما من المهم أن
يسعى الطفل لتحقيق النجاح، من الضروري أن يدرك الأهل أن التوقعات
المبالغ فيها قد تسبب ضغطًا نفسيًا زائدًا على الطفل. من الأفضل
التركيز على الجهود المبذولة بدلاً من النتائج فقط، ومساعدة الطفل على
تطوير مهارات حل المشكلات والتكيف مع التحديات بدلاً من تحميله عبء
التفوق المستمر.
الاستعداد النفسي للمدرسة لا يقل
أهمية عن الاستعداد المادي. إن مساعدة الطفل على التكيف مع التغييرات
التي قد تصاحب بداية العام الدراسي من خلال تقليل القلق، بناء
الروتين، وتعزيز الثقة بالنفس، يمكن أن يسهم بشكل كبير في نجاحه
الأكاديمي والاجتماعي. على الأهل أن يكونوا داعمين لأبنائهم، يمدونهم
بالحب والتوجيه، ويمنحونهم الأدوات النفسية التي تمكنهم من مواجهة
التحديات بثقة ومرونة.