أهمية الكتابة للأطفال
2024-08-05 09:03:10
120
أهمية الكتابة للأطفال
حوراء ناصر

من أخطر أنواع الكتابة هي الكتابة التدوينية في عوالم الطفولة، فلا بد لمن يكتب فيها أن يفهم عوالمهم وقدرات استيعابهم، وأن يكون المعروض متوائمًا مع رؤى تلك الطفولة ويتناسب مع قدرات استيعابهم. لكننا نلاحظ أن أغلب المنشورات التربوية تلغي الطفولة وعوالمها، لكونها تتجاوزهم إلى مواضيع أكبر من قدراتهم. مثلاً، قرأت بعض النصائح الموجهة لهم تحث على الأسفار، وتتحدث عن نفع السفر في قضية الكسب، وقرأت بعض العبارات في أدب الطفل لا يفهمها الكبار، فكيف سيفهمها الطفل؟ لذلك أعتقد جازمًا أننا بحاجة إلى تخصصات كتابية تدخل عوالم الطفولة بوعي وإدراك، وألا تترك المجال مفتوحًا للتيه.

يحاول بعض الآباء تعنيف أبنائهم وإسكاتهم حين يسألون عن مسائل محرجة اجتماعيًا ودينيًا، وهذا الأمر أخطر من الأسئلة نفسها، إذ سيترك الأطفال يبحثون عن الإجابة من موارد أخرى. أحد الآباء أصيب بحزن كبير حين سأله طفله: "بابا، أين يسكن الله؟" يجب ألا نأخذ تلك الأسئلة إلا على محمل براءتهم، وأن نجيب ضمن هذا المحور نفسه. فالأجوبة على أسئلتهم لا تحتاج إلى عمق فلسفي يزيد من حيرة أطفالنا، بل يكفي أن يكون الجواب جوهريًا مثل: "إن الله موجود في كل مكان"، مع ملاحظة الحالة العمرية ومرحلة الدراسة كي يتنامى الجواب مرحليًا في دواخلهم.

لا بد من الانتباه إلى إمكانية الطفل العالية في التمثيل المسرحي، حيث يُعتبر من أجود المقلّدين مهارة لذويه عندما يُحاكي فعل وقول الأم والأب. علينا استيعاب هذه الحالة وإدراكها إدراكًا واعيًا لاستغلالها الاستغلال الأمثل. فهو يتعلم من ذويه طريقة الأكل ومعاملة الناس والكثير من العادات مثل السلام، والاستئذان، واحترام الطريق، والتعامل مع الآخرين. ولذلك، علينا توفير فرص اختلاطهم بمجالات تنمّي شخصياتهم وتوازن التعامل بين البنات والأولاد، وعدم نصرة أو تمييز أحدهما على الآخر، وعدم قسرهم على أشياء لا يرغبون بها بالعنف والقسر والقوة. حاول أن تقرّب لهم المفاهيم المعاشة من خلال استغلال حرفنة القصص، ونقل حكايات ذات قيم تربوية بسيطة غير معقدة.
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا