نعيش اليوم في مجتمع استهلاكي، وأطفالنا يشاركوننا في ذلك منذ سنوات حياتهم الأولى، وهنا تكمن أهمية التحدث مع الطفل عن هذا الجانب من الحياة، وتعليمه كيفية إدارة مصروف الجيب، بحيث نربيه على ألّا يكون مسرفاً أو جشعاً..
فالمال من أهم الوسائل التي تساعد الطفل في أن يصبح مستقل الشخصية، ومعتمداً على نفسه وأن يخطو خطواته الأولى نحو النضوج.
هل من الأفضل عدم التحدث مع الطفل عن المال؛ من أجل أن نحافظ على براءته؟
ليس في وسعنا وضع الأطفال في عالم معقم، حيث لا وجود للمال، في العالم الذي نعيش فيه، أصبح الأطفال من أهم الفئات التي يركز عليها أصحاب الصناعات؛ من أجل جذب أنظارهم وأسماعهم نحو المنتجات المختلفة التي تلائم فئاتهم العمرية، فنجد الطفل يبدأ في إنفاق المال حتى قبل أن تنمو أسنانه اللبنية.

إن الأبحاث التي قام بها علماء النفس والاجتماع أظهرت أن قدرة الشباب على إدارة أموالهم تعتمد مباشرةً على امتلاكهم تجارب مماثلة في طفولتهم من عدمها، وإذا ما كان آباؤهم قد عودوهم في طفولتهم الاعتماد على أنفسهم في إنفاق المال، وكذلك على مدى معرفتهم بحقيقة وضع أُسرهم المالي في فترة الطفولة، ويظن بعض الآباء أن أطفالهم سيتعلمون الادخار وحدهم حين يكبرون، إلا أنه في الحقيقة هناك كثير من البالغين الذين لا يستطيعون ادخار ولو جزء بسيط من راتبهم، لأنهم لم يعتادوا على الأمر منذ صغرهم. 

وهناك نصائح لتعليم الأطفال الادخار منها:

التمييز بين الرغبات والاحتياجات
- أول خطوة في تعليم الأطفال الادخار هي مساعدتهم على التمييز بين الرغبات والاحتياجات، فمن المهم أن يشرح الآباء لأطفالهم أن الاحتياجات تشمل الأمور الأساسية مثل الطعام والمسكن والملابس والرعاية الصحية والتعليم، بينما الرغبات هي الأشياء التي تزيد على الأمور الأساسية مثل تذاكر السينما والحلوى والدراجات وأحدث الهواتف الذكية.
-  يجب أن يوضح الآباء لأطفالهم أن الاحتياجات تمثل أولوية من حيث الإنفاق، بينما الرغبات تأتي بعد ذلك.
-  على الآباء أن يوفروا للأطفال فرصة لكسب الأموال، من خلال منحهم أموالاً عندما يقومون بأحد الأعمال المنزلية، فذلك سيعلمهم قيمة العمل وقيمة الأموال، وأهمية الادخار أيضًا. 

تحديد أهداف الادخار
- إذا ما طلب الآباء من أطفالهم أن يدخروا الأموال دون توضيح أسباب أو أهداف فإنه لن يكون لديهم دافع لفعل ذلك، لذا من المهم أن يساعد الآباء أطفالهم على تحديد أهداف للادخار حتى يتحمسوا لفعل ذلك.

توفير مكان للادخار
- بمجرد أن يحدد الأطفال هدفهم من الادخار، من المهم أن يوفر الآباء مكانًا لهم ليضعوا به أموالهم، ويمكن شراء حصالة نقود للأطفال الصغار، وإذا كان الأطفال أكبر سنًا يمكن فتح حساب جارٍ خاص بهم في إحدى الجهات المصرفية.

تعليم الأطفال تتبع النفقات
-  معرفة أين يتم إنفاق الأموال تعد جزءًا أساسيًا من تعلم الادخار، لذلك من المهم أن يعلم الآباء أطفالهم أن يدونوا مشترياتهم اليومية، حتى يعرفوا أين أنفقوا مصروفهم، فذلك يشجعهم على التفكير في تغيير طريقة إنفاقهم إذا ما أرادوا تحقيق أهداف الادخار.

السماح للأطفال بارتكاب الأخطاء
-  من المهم أن يترك الآباء لأطفالهم مساحة للخطأ، فالأخطاء جزء أساسي من عملية تعليمهم كيفية ادخار أموالهم، فمن خلال الأخطاء يمكن أن يتعلم الأطفال ما لا يجب فعله بأموالهم في المستقبل. 

كن قدوة لأطفالك
- لا يمكن أن يطلب الآباء من أطفالهم أن يدخروا أموالهم، دون أن يكونوا هم أنفسهم يفعلون ذلك، فمن المهم أن يدخر الآباء أموالهم ليكونوا قدوة لأطفالهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج تهذيب إيجابي - الحلقة الحادية عشر - الدورة البرامجية 79.