التسلط في تربية الطفل
2024-06-10 12:00:00
248


إن الهيمنة والتسلط في تربية الطفل حين لا يقام وزنٌ لآراء الطفل ومیوله وحاجاته، ويمنع من التعبير عن رغباته وأفكاره ولا يعطى المجال للمبادرة الشخصية، بل تفرض عليه إرادة الوالدين لا غير، فالطفل كما يقول علماء النفس (كائن تابع) يتبع والديه فطريًا لكن بعض الآباء يحققون من خلاله مشاريعهم الذاتية، فهو كائن تجب برمجته على العادات الصحيحة، هذا النوع من التربية يؤدي إلى عدم الثقة بالنفس لدى الطفل..

وهكذا یترعرع كثير من الناس في الخجل وعدم الثقة بالنفس وعدم القدرة على الإحساس بهويتهم الخاصة، منقادين خلف الآخرين ومطیعین، وهذه وإن كانت صفات إيجابية ولكنهم بسبب هذا التسلط سيكونون في الواقع في عالم من الفراغ وعدم التوافق مع ذاتهم.. وهذه التربية تعرض الطفل لأن يصبح في المستقبل راشدًا تنقصه القدرة على تأكید الذات ویخشى الانطلاق في الحیاة ویهاب كل محاولة لإیجاد شيء جديد.

وقد أكدت دراسة بريطانية، أن الآباء الذين يتحكمون بشدة في حياة أطفالهم، يمكن أن يسببوا لهم معاناة نفسية كبيرة في مراحل لاحقة من أعمارهم. وأوضح المشرفون على الدراسة أن الآباء المسيطرين الذين يتحكمون نفسيًا في أطفالهم قد يدمرونهم طوال حياتهم، وبيّنوا أن الضرر النفسي الذي يعاني منه هؤلاء الأطفال في مراحل متقدمة من أعمارهم يتساوى مع الألم النفسي، الذي يشعر به الإنسان بعد وفاة أحد أحبائه المقربين.

كما كشفت إلى أن عدم تحفيزه على التفكير المستقل في شؤونه، يؤدي إلى إحداث ضرر لا يستهان به في صحته النفسية، وسلطت النتائج الضوء على مدى تأثير أسلوب معاملة الوالدين على الصحة النفسية للأطفال على المدى الطويل وتوصلت إلى أن تحكم الآباء بشكل مبالغ فيه وممارسة ضغوط نفسية على الطفل مرتبط بعدم رضا الإنسان عن حياته عند الكبر واعتلال صحته النفسية، بينما عاش الأشخاص الذين هيأ لهم آباؤهم حياة مليئة بالدفء الأسري وقاموا بتوجيههم وتشجيعهم على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم حياةً تتسم بالرضا وحالة نفسية أفضل. 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج صفحة بيضاء - الحلقة التاسعة - الدورة البرامجية 79.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا