إذا أردنا أن يكون لدينا أطفال بحال أفضل فيجب أن يصبح الوالدان مربيين فاضلين، عزيزتي رتبي وقتًا خاصًا مختلفًا عن الوقت الاعتيادي ابعدي هاتفك عنكِ واتركي الانشغال به واجعليه بوضع صامت مثلًا، للتفرغ لطفلك بعض الوقت، تناوبي أنتِ وطفلكِ على اختيار النشاط الذي تستمتعان به معًا.

قد تكون بالفعل تقضي الكثير من الوقت مع أطفالك ومع ذلك هناك فرق بين الوقت اللازم والوقت العفوي والوقت الخاص وبالنسبة الى الوقت الخاص من المهم للأطفال أن يعرفوا بالضبط متى يمكن الاعتماد على الوقت الذي أُعدّ لهم خاصة بصورة منتظمة.

يشعر الأطفال بحس الترابط عندما يمكنهم الاعتماد على وقت خاص معك فهم يشعرون بأنهم مهمون بالنسبة اليك وهذا يقلل من حاجتهم الى سوء التصرف كطريقة خطأ للعثور على الانتماء والأهمية.

تقول إحدى الأمهات إن تنظيم الوقت مع الأطفال الذين هم بأعمار مختلفة هو المهمة التي بَدأتُ في التدرّب عليها منذ ولادة ابنتي الثانية، وبعد ما كنت قد بدأتُ في ترتيب حياتي وتنظيم وقتي بوجود ابنتي الأولى.. ومن المؤكّد أن مهمة تنظيم الوقت بوجود طفل واحد تعدّ مهمّة صعبة وتحتاج إلى تَعلم وصبر، لاسيما في حال وجود أطفال آخرين، لذلك فقد أردنا كصفحة دعم الحياة العائلية من خلال مشاركتكم بعض الأفكار التي قد تُساعد في تنظيم الوقت مع الأطفال الذين هم بأعمار مختلفة. 

نحن البشر مهما كان عمرنا أو الدور الذي نقوم به في الحياة، لدينا احتياج مُلحّ ودائم…هو الاحتياج إلى الحب والاهتمام، فالعائلة التي تُريد أن تعيش حياة جيّدة وسَويّة ينبغي أن يكون هدف توصيل الحب والاهتمام من أهم أهدافها، وبالتأكيد على الوالدين تحقيق هذا الهدف لأننا نحن الأهل نضحّي من أجل أبنائنا للوصول بهم إلى أفضل صورة ممكنة من السلام والنضوج النفسي.

ولكن بسبب الأعباء الكثيرة التي تقع على عاتق الأبوين والناتجة عن احتياجات الأطفال الدائمة، فقد يجد الأهل صعوبة في إيجاد الوقت الكافي بعد العمل خارج وداخل المنزل في التعبير عن حبّهم واهتمامهم بأبنائهم. وبعد مرور الوقت قد نجد الآثار السلبية على شخصية الأبناء وصحّتهم النفسية، وقد يمتدّ هذا التأثير السلبي إلى مراحل مختلفة في حياة الأبناء، ولكي نتجنّب هذه الخسارة علينا تحديد أولوياتنا في علاقتنا بأبنائنا، ويؤكّد علم النفس أهمية أن يكون لحُبّنا واهتمامنا الأولوية التي نسعى إلى الوصول إليها في تربية أبنائنا.

كما أن الأهم من البيت النظيف والمرتّب هو التوازن النفسي لطفلك.. وإن الأم وكما يقولون "تعمل بدوام كامل" ولا تأخذ إجازة أبدًا حتى إذا كانت مريضة لكن عليكِ أن تتذكّري أن أولويتك هي تأكيد حبك لأبنائك وليس الطعام الساخن والبيت النظيف، فهما فقط طريقة للتعبير عن حبك لهم.

أفكار لتنظيم الوقت لكِ:

• حاولي دائمًا أن تستيقظي قبل موعد استيقاظ أبنائك إذا كانوا في إجازة من الدراسة حتى تستطيعي ترتيب يومك لتقومي بمهامك ولتنجزي قدرًا كبيرًا منها قبل بدء طلبات الأبناء عند الاستيقاظ.
• إذا كنتِ تعملين خارج المنزل يوميًا حاولي أيضًا ترتيب بعض المهام المنزلية قبل النزول من البيت صباحًا حتى تتمكّني من قضاء وقت أطول مع أبنائك عند عودتك إلى المنزل.
• حاولي تغيير أفكارك لتتمكّني من تغيير أسلوب حياتك؛ فإذا كنتِ قد تعوّدتِ على بعض العادات التي تضيّع وقتك فعليك أن تقفي وقفة مع نفسك وتغيّري هذه الأفكار والعادات.
• حاولي إيجاد أنشطة يقوم بها أطفالك ويمكنك ممارستها معهم بعد انتهائك من أعمالك.
• استثمري وجودك في المطبخ وقومي بإعداد عدّة أصناف يمكن الاحتفاظ بها في الثلاجة لتوفير وقت في الأيام القادمة كي تمضي هذا الوقت مع أبنائك.
• يمكن وضع سجادة أو مَفرش قديم بالقرب من المطبخ لجلوس الأطفال عليه، وفي هذا الوقت يمكن أن تتكلّمي معهم أو تحكي لهم حكاية بينما يلعبون بألعابهم، أو أن يرسموا ويُلوّنوا وهم بالقرب منكِ.
• عند قيامك بترتيب ألعابهم وملابسهم، اطلبي منهم المساعدة وعلّميهم القيام بمهام بسيطة حتى يشعروا أنهم بالقرب منكِ طوال اليوم.

• قومي بوضع جدول زمني لكلّ مهمة حتى تنتهي منها في وقت محدّد ولا تقومي بكل المهام في اليوم نفسه لكن قسّميها على عدّة أيام.

• هناك أنشطة يمكن أن يقوم بها الأبناء في أعمار مختلفة معًا: كالرسم والتلوين، الأشغال اليدوية، عمل أشكال بالصلصال، مشاهدة أفلام الرسوم المتحرّكة، ولكن ينبغي الحرص على تحديد أوقات للمشاهدة وعدم تركهم طوال اليوم أمام الشاشات، وفي هذا الوقت قومي بإنجاز مهامكِ. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج تهذيب إيجابي - الحلقة السادسة - الدورة البرامجية 79.