الإصغاء في المدرسة
2024-02-15 07:21:16
831

في العملية التعليمية تُعدُّ مهارة الإصغاء جزءا مهما من مهارات الاتصال، فلا يمكن أن نتصور اتصالا واقعيا وحقيقيا بين الطالب والمعلم من غير عنصر الإصغاء؛ فهو يساعد في التعرف على إدراك قدرات الطلاب والكشف عن إمكانياتهم وقدراتهم العقلية، وكذلك الإلمام بالمعارف والبيانات والمعلومات التي ينطوي عليها الموضوع الذي يصغي إليه، وعندما يحرص المعلم على إصغاء طلابه التام ينبغي جذب انتباههم بشكل جيد بعيدا عن المؤثرات وإشعارهم بأن الموضوع الذي سيصغي إليه مهم، وإشعارهم بأن مشاركتهم آرائهم  مهمة أيضا.

  
إن من العوامل التي تجعل الإصغاء ناجحا في التعليم:
تركيز ذهن الطالب في الموضوع الذي يصغي إليه من قبل المعلم التربوي، وإغفال جميع المواضيع التي تؤدي إلى تشويش الإصغاء، كالتفات المعلم لمخالفة الطالب لزيه المدرسي وتوبيخه أثناء الدرس مثلا.
عامل آخر وهو الابتعاد عن السلوكيات والتصرفات التي لها أثر سلبي على سير عملية الإصغاء، بالإضافة إلى عدم النظر إلى عناصر جانبية كوسائل في البيئة الصفية، وأبرز تلك العوامل إظهار الاهتمام من خلال مجموعة من التصرفات التي يصدرها الطالب، والتي تقدم انطباعا لدى المعلم بأن الطالب مهتم ويتفاعل مع حديثه كالإيماءات والتعابير اللفظية وغيرها، ولا شك أن أهم عامل هو عدم طلب المشاركة في التعليق على كلام المعلم قبل انتهائه من الحديث. 

أما أهداف مهارة الإصغاء في عملية التعليم فهو التحصيل العلمي والمعرفي، ويتمثل ذلك من خلال إصغاء الطالب إلى الحصة الدراسية.
كذلك تنمية وتطوير المحبة المتبادلة داخل البيئة الصفية، وذلك من خلال الإصغاء إلى المدرس وطلاب البيئة الصفية من أجل إضفاء المودة والاحترام..
ولابد من تعديل السلوكيات والتصرفات غير السليمة داخل البيئة الصفية كرمي الطالب عددا من الأوراق في الهواء على شكل طائرات عندما يستدير المعلم إلى السبورة، أو أن يسخر الطالب من كلام المعلم أو إجابة زميله، وذلك من أجل نشر الراحة والاطمئنان، كي يتحدث المعلم بشكل مريح.

نأتي الآن عزيزتي المصغية إلى خطوات مهارة الإصغاء الفعال في عملية التعليم؟
وأول خطوة هي الاستعداد بشكل كامل من الناحية الجسدية والعقلية، ثم ‌الاستماع لما يقوله المعلم بصدر رحب، بل ويتعمد الطالب الاستماع وعدم فقد التركيز، كذلك ملاحظة حركات جسم المعلم الصامتة، ثم التركيز على المعلومات والمعارف المقدمة التي يقدمها..
ومن أهم الخطوات منع عقل وفكر الطالب عن الشرود إلى شيء آخر ذلك بجهد من المعلم وليس فقط من الطالب، كأن يذكر اسم الطالب فيقول مثلا: أليس كذلك يا أحمد؟ أو بجملة: هل فهمتم أعزائي الطلاب أم هنالك شيء صعب يحتاج الشرح أو هل من أحد يعيد لنا المعلومة أو يشرحها مرة أخرى، وغيرها مما يحفز الانتباه لدى الطالب. 

وأهم من هذه الخطوات هو التخلص من إصدار الأحكام المسبقة نحو ما يقال أي ينبغي عدم افتراض ما سيقوله المعلم قبل أن يقوله، لأن ما يفترضه قد يكون خطأ مما يؤثر سلباً في إصغاء وفهم جميع الطلاب الحاضرين.. وعلى الطالب تقديم نوع من التعاطف عند الإصغاء، والإبتسامة في وجه المعلم.

خطوة أخيرة وهي الابتعاد عما يعيق الإصغاء فقد يكون عقل المستمع مشغولا بشيء آخر أهم من الذي يقال له، ففي هذه الحالة قد يسمع الشخص الكلام فقط بذبذبات الصوت لكنه لا يعرف ما يقال لأنه بدون تركيز، فمثلا المعلم يتحدث مع طالب ما ويريد تعليقا منه لكنه لم يُجب بسبب كلام زميله المجاور، الذي ينبهه إلى أن كتاب التربية الإسلامية ملقى على الأرض تحت قدميه..

ومما يعيقه أيضا تكدر الجو العام الذي يحيط بالطالب أثناء الدرس له دور أساسي في الإستفادة القصوى من الاستماع، لأن الصف المليء بالضوضاء المزعجة يعيق عملية الاستماع بشكل كبير، فبعض الطلاب أصحاب القدرات العالية مثلا يتهافتون بمناداة المعلم بصوت قوي وحماس لتقديم الإجابة الصحيحة قبل أن يتم تركز الإصغاء للمعلومة في ذهن بقية الطلاب الأقل قدرة من هؤلاء وهنا يأتي دورالحسم للمعلم في إيقاف هذه الضوضاء، وإتمام عملية الإصغاء للمعلومة من جميع الطلاب قبل تلقي الإجابات عليها.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج إصغاء ورحلة بناء - الحلقة الرابعة - الدورة البرامجية 77.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا