عدم الاهتمام بهوايات ومهارات الطفل
2024-01-28 06:52:35
443

يعتقد علماء الاجتماع أن هوايات الأطفال تعكس شخصياتهم المستقبلية، وترسم ملامحها بشكل واضح لا لبس فيه، ومن الممكن في رأي هؤلاء أن تصبح حياتهم أكثر سعادة إذا ما أتيحت لهم ممارستها بحرية..
فما الهواية من وجهة نظر الصغار؟ وكيف يجب أن تتعامل الأسرة مع هذا النشاط؟   
كيف نستثمر هواياتهم ونوجهها بشكل ملائم لتصبح ذات فائدة ومغزى في المستقبل؟

للإجابة عن هذه التساؤلات يشير علماء التربية والنفس إلى مراعاة الاختلاف الفردية بين الأطفال والأخذ بالحسبان تطلعاتهم واهتماماتهم وعدم فرض نوعية معينة من الهوايات عليهم، فعلى سبيل المثال إذا كان الطفل يظهر مهارات معينة باستعمال أصابعه ويديه في النجارة والحفر والخياطة أو يميل إلى ممارسة هواية الرسم أو الزخرفة أو النحت، فإنّه يجب على الوالدين تشجيعه من خلال إمداده بالمواد والألوان اللازمة التي تتوافق مع سنه، وحثه على إدخال التعديلات المطلوبة على اللوحة أو القطعة التي يصنعها، كما يجب عليهم تقصي أدق التفاصيل التي يصنعها وتتبعه بالملاحظات الهادفة بغية تنمية الحس الإبداعي والابتكاري عنده.

أما إذا كان الطفل يظهر ميولًا أدبية أو تكنولوجية، فعلى الأسرة توجيه اهتماماته في خانة تصب ضمن هذا الإطار، ومن المفيد جدًّا تعويد الطفل الذي يظهر تميزًا في التعامل مع الكمبيوتر اطلاعه على الكتب والدوريات والبرامج التلفزيونية التي تصقل هذه الهواية وتنميها حتى لا يتحول تعلقه بالجهاز إلى عبث ولهو وتسلية لا فائدة منها، وينبغي إلحاقه بدورات تدريبية تفتح أمامه آفاقاً جديدة.. وأيضا يجب مساعدة الطفل صاحب الميول الأدبية على التعبير عن نفسه من خلال تشجيعه على الكتابة والتنسيق مع المدرسة لحثه على إلقاء ونشر ما يكتب في المجلات المتخصصة ليعتاد المثابرة والمواظبة في هذا المجال.

تعد الهوايات من الأمور المفيدة جدا للأطفال حيث تساعدهم على تطوير شخصياتهم ورفع الثقة بالنفس كما وتقوي مقدرتهم على التعبير عن الذات وعن كل ما يفكرون به، وتختلف فوائد الهوايات باختلاف أنواعها، فمنها التعليمي ومنها الرياضي. فمثلا هواية الرسم ففي حال كان الطفل يحب الرسم أو النحت وكان لا يزال بعيدًا عن اتقان هذه المهارة، فإنه لا يجب التسرع وانتقاد ما أنجزه، بل يجب دعمه وعدم إحباطه وتشجيعه على التقدم والمثابرة، وفي ظل دعم الوالدين، سينجح الطفل بالتأكيد في نهاية المطاف من التطور وممارسة تلك الهواية في كنف الحرفية.

أما الهوايات المفيدة للصحة فهناك العديد من الهوايات التي تعدّ مفيدة لصحة الجسم إلى جانب فوائدها النفسية، مثل المشي والجري وركوب الدراجة والسباحة وغيرها من الأنشطة البدنية، وممارسة الهواية بشكل عام تساعد على تحسين جودة النوم وتقليل آثار التوتر الصحية والنفسية.

هل يمكن أن تكون الهواية طريقاً نحو الإبداع؟ 
تحديد هواية الطفل تحتاج إلى تدقيق واهتمام من قبل أولياء الأمور لأنه يحدد العديد من مساره المستقبلي وتتحول فيما بعد إلى اهتمامات يومية وقد تصبح وظيفة أيضاً، ويجب تجنب الأنشطة الاعتيادية غير المثمرة كالجلوس على الهاتف أو غيره لساعات، والألعاب التي لا توجد منها فائدة حقيقة.

ينبغي أن نجلس مع الطفل ونتحدث معه عما يحب وذلك بغض النظر عن عمره فالأطفال يحبون الاكتشاف وتتغير اهتماماتهم باستمرار وذلك لا يمنع تميزهم في أمر ما وأن نسعى لتنمية مواهبه بصورة جيدة وربما يفضل الأنشطة الحرفية أو البدنية وحتى الاهتمامات المؤقتة تؤثر على نمو الطفل ويجب ألّا نتجاهلها.

أولاً: نضع لائحة باهتمامات الطفل وذلك بإجراء محادثة معه حول ما يجب أن يقوم به ومال لا يرغب فيه، وفتح الحوار والنقاش يساعد على فهم ما يميل إليه، ثانيًا النصح والإرشاد وتجربة أشياء جديدة ومختلفة ليتعرف عليها ويكتشف هوايات لم يكن يعرفها، وتعدد الأنشطة أمر ممتع للأطفال وينمي مهاراتهم.

وثانياً: الصبر والبطء عاملان رئيسان في هذه المرحلة لأنه قد يحتاج إلى وقت لاتخاذ القرار النهائي وأن تكون هناك حرية للطفل ومساحة خاصة لذلك وعدم تقييده بأي هواية، ويجب أن يكون هناك تشجيع وتحفيز ومساعدة باستمرار حتى يتطور وسيكون الطفل سعيداً للاستكشاف والنمو الذي بدوره سيقوي شخصيته بأسس سليمة.. وتبين الأبحاث أنّ الأشخاص الذين يمارسون الهوايات أقل عرضة للمعاناة من التوتر والمزاج السيئ والاكتئاب. الأنشطة التي تجعلك تغادر المنزل مثلاً يمكن أن تجعلك تشعر بالسعادة والاسترخاء. ويمكن للأنشطة الجماعية مثل الرياضات الجماعية تحسين مهارات التواصل لديك وعلاقاتك مع الآخرين.


وأخيرًا فإن احترام رغبات الطفل أياً كان نوعها، بحيث يشعر بأن والديه يدعمانه في الاهتمام برغباته وهواياته، هذا يعنى تشجيع الطفل على التفكير ومن ثم تنمية مهاراته.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج لعيون الورد - الدورة البرامجية 76 - الحلقة الثانية عشر. 

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا