الطفل الضعيف الشخصية هو طفل حساس
للغاية، شخصيته جميلة ورائعة وتحمل الكثير من المشاعر والحب لنفسه
وللآخرين، وما يجعل منه ضعيف الشخصية ليست الحساسية المفرطة لكن
التعامل غير الصحيح مع شخصيته الحساسة..
لذلك إذا تعاملتِ مع طفلكِ الحساس
بطريقة سليمة مناسبة له من دون مقارنته بأحد، لن يصبح ضعيف الشخصية
بل على العكس سيمتلك من الخصال القوة واللين ويصبح أكثر
تميزًا..
إن طفلك أيتها الأم الكريمة يحمل
كمًا كبيرًا من المشاعر والعواطف وعليكِ أن تتفهمي وجودها ليثق فيكِ
وفي نفسه ويحب شخصيته كما هي، عندما يشعر طفلك بالألم ينبغي
احتواؤه، وعندما يشعر بالغضب والفرح والحزن والاستياء ينبغي أن يكون
الحضن هو اللغة الأولى والأساسية، وبعدها تأتي الكلمات التي تعبري
له بها عن فهمك لما يدور داخله.
إن من أهم الطرق السليمة في التعامل
مع الطفل ضعيف الشخصية:
- لا تحاولي تغيير طفلك فإذا كان
طفلك يحمل شخصية حساسة ففي الغالب سيراه المجتمع شخصًا انطوائيًّا
وسيئًّا ولا يستطيع مواجهة العالم، سيضغطون عليكِ لفعل أمور عكس
شخصية طفلك فلا تستجيبي، فإذا حاولتِ إجبار طفلك على تغيير طباعه
وإخفاء حساسيته سيتحول الأمر إلى ضعف كبير في الشخصية وعدم ثقة في
النفس، اقبليه كما هو واجعليه فخورًا بنفسه.
- اظهري لطفلك الحب حيث يحتاج الطفل الحساس وضعيف الشخصية طيلة الوقت إلى الشعور بالأمان والطمأنينة، ولن يكون هناك من هو أفضل منكِ لمنحه تلك المشاعر، أخبريه بأنك تحبينه كما هو، وأنه مميز ومختلف ويحمل قلبًا كبيرًا لا يجب عليه التخلي عنه.
- ركزي على صفاته الإيجابية فإذا تمكنتِ من منح طفلك الثقة بنفسه بفضل الثناء على صفاته الإيجابية سيكون أفضل ما تفعلينه للتغلب على ضعف شخصيته، علميه كيف يستخدم مهاراته التي لا يراها لينجز كثيرًا من الأمور الرائعة، جربي الرسم والفنون والرياضة وقراءة القصص المفيدة وقراءة القرآن الكريم واثقلي مهاراته من دون إجباره على فعل ما لا يريد.
- ساعديه في مواجهة مخاوفه فكل طفل لديه مخاوف خاصة به، وإذا كان لديه ضعف عام في شخصيته فهو ناتج عن مخاوف كثيرة من مواجهة المواقف والمجتمع من حوله، ساعديه في التعامل مع المواقف المختلفة والتفاعل مع الآخرين.
- إذا كان خجولًا ولا يريد التعامل مع غيره من الأطفال فلا تجبريه على ذلك بل استخدمي القصص التفاعلية والدوائر القريبة منكِ لمساعدته في تخطي هذا الأمر، وغير ذلك من المشكلات التي يعاني منها عند التعامل مع المجتمع، علميه المواجهة ليمتلك عندها حلًّا بديلًا للهروب.
- لا تستعجلي النتائج فكل سلوك تحاولين تقويمه في طفلك سيستغرق وقتًا فلا تستعجلي النتائج وتضغطي على نفسك وعلى طفلك من دون سبب، كوني بالمرصاد لأي شخص يحاول التقليل من مجهودكِ أو يقلل من شخصية طفلك في وجوده أو غير وجوده، فإذا كنتِ فخورة بطفلك كما هو لن يستطيع أحد التقليل منه، ولن يصبح ضعيف الشخصية.
-لا تعتذري عن تصرفات طفلك إذا رآك
طفلك تعتذرين للجميع في كل مرة يبكي أو يهرب أو يبتعد عن تكوين
صداقات ستضعف شخصيته أكثر، ويفقد ثقته بنفسه تمامًا، طفلك مختلف
ويحتاج منك للدعم وليس الاعتذار عن تصرفاته في الأقل
أمامه.
وأيضا ينبغي التأكيد على أن الطفل
ضعيف الشخصية هو طفل حساس للغاية، فإذا كان طفلك بتلك الصفات فهو
نعمة كبيرة ويمتلك من المهارات والخيال ما لا يمتلكه الكثير من
الأطفال الآخرين، فساعديه على اكتشاف مهاراته وزيادة ثقته بنفسه ولا
تُلقي بالًا للمجتمع ولما يقوله الآخرون.
في الختام نرفق لكم نصًا دراميًا
بسيطًا يلخص لنا الفكرة كاملة:
الأم: السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته، معذرة هل بإمكاني التحدث مع المرشدة التربوية..
صوت: وعليكم السلام ورحمة الله
وبركاته تفضلي بالجلوس وسأخبرها بذلك إن شاء الله.
المعلمة: السلام عليكم ورحمة الله
وبركاته أهلًا بكِ يا أم زينب.
الأم: وعليكم السلام ورحمة الله
وبركاته أهلًا بك استاذة أتيتُ لكِ لكي نضع حلًا معًا لمشكلة ابنتي
التي نبهتموني عليها في الاتصال والحديث الذي دار بيننا الا وهي ضعف
الشخصية.
المعلمة: أخيتي لكل طفل شخصية تختلف
عن الطفل الآخر، حتى لو كانوا إخوة في البيت نفسه، ويتلّقون نفس
الاهتمام والتربية، فلكل منهم شخصية خاصة حتى لو ظهرت لديهم الصفات
نفسها بالتعامل مع الأمور.
هناك أطفال يتمتعون بشخصية قوية
تجعلهم قادرين على التأقلم مع كل الظروف التي يواجهونها، وعلى العكس
تمامًا فهناك أطفال لديهم شخصية ضعيفة جدًا تمنعهم من التعامل مع
أبسط الأمور، ربمّا تكوّنت تلك الشخصية نتيجة موقف تعرّض له جعله
يشعر بالخوف أو العجز عن التصرّف كما ينبغي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج كيف أتصرف -
الحلقة السادسة
- الدورة البرامجية 76.
المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام)