كيف أتصرف إذا لم يندمج طفلي مع أقرانه
2023-11-24 10:14:37
272

تنتاب الأم أحيانًا حالة شديدة من القلق، عندما تلاحظ أن طفلها مختلف عن بقية أقرانه، وأنه يحب اللعب بمفرده، وتخاف أن يكون طفلها انطوائيًّا وغير اجتماعي أو مصابًا بالتوحد، خاصة أن مشاركته اللعب مع الأطفال الآخرين واندماجه معهم، مهم للتطور العقلي والحركي والاجتماعي لكل طفل، فتدور الأفكار في رأسها، وتتساءل "لماذا لا يحب طفلي اللعب مع الأطفال؟"..

عزيزتي الأم.. اللعب هو الطريقة التي يكتشف بها الأطفال العالم من حولهم، وهو وسيلتهم للتطور والنمو، ولكن مستمعتي عليكِ معرفة أن اللعب عند الأطفال يمر بأربع مراحل، وقد يكون طفلك لم يصل بعد إلى المرحلة التي ينسجم فيها مع الأطفال الآخرين ويتعاون معهم..

تعالي كي نتعرف على هذه المراحل بالتفصيل..
- اللعب الانفرادي: تبدأ هذه المرحلة منذ ولادته إلى 23 شهرًا، وخلالها يتعلم طفلك كثيرًا من المهارات، وغالبًا يكون غير مبالٍ بالأطفال الآخرين، ويكون غير مؤهل للمشاركة، ومهتمًا بحماية حدوده، ولذلك قد يصرخ عندما يقترب أي طفل من ألعابه. 
اللعب الموازي: تبدأ هذه المرحلة من عمر عامين إلى ثلاثة أعوام، يلعب فيها الأطفال إلى جوار بعضهم البعض، ولكن كلًّا منهم منشغل في ألعابه.
- اللعب الترابطي: يبدأ من العام الثالث ويستمر إلى الرابع أو أكثر قليلًا، ويلعب الأطفال معًا في هذه المرحلة، ولكن دون تعاون أو هدف محدد.
-اللعب التعاوني: قد يبدأ طفلك من العام الرابع في اللعب مع أقرانه والتعاون معهم، ومشاركتهم ألعابه. 
بعض الأطفال يكونون أكثر انفتاحًا، ويرغبون في اللعب مع الأطفال في عمر أصغر، وبعضهم يكونون أكثر انطوائية، ولا يفضلون اللعب مع الأطفال فترات طويلة، وقد يحتاجون لوقت أطول حتى يستطيعوا اللعب مع أقرانهم، كل هذه اختلافات فردية بين الأطفال لا تستدعي أي قلق عزيزتي، عليكِ أن تتقبلي اختلاف طفلك وتميزه، ولا تجعليه نسخة من أقرانه.

وحتى يصبح طفلك اجتماعيا وغير انطوائي عليك انت تعلميه او تدربيه على بعض المهارات التي تجعل من شخصيته اجتماعية..
المشاركة: الأطفال القادرون على مشاركة بعض ألعابهم أو جزء من وجبتهم، يكونون قادرين على تكوين صداقات أكثر من غيرهم، ويكبرون ليصبحوا أشخاصًا ودودين. يمكنكِ مساعدة طفلك على تعلم مهارة المشاركة عن طريق تأمين حدوده في البداية، وعدم إجباره على المشاركة، ثم تشجيعه عندما يشارك أي شيء مهما كان بسيطًا مع أي شخص. 

التعاون: التعاون يعني أن نعمل معًا حتى نصل إلى هدف محدد، والأطفال المتعاونون يكونون محبوبين، وأكثر قدرة على النجاح في العمل عندما يكبرون. تحدثي مع طفلك عن أهمية العمل في فريق، وكيف يمكن أن يساعد ذلك على إنجاز كثير من المهام في وقت قصير، وحاولي أن يكون هناك عمل أسبوعي يتعاون فيه كل أفراد أسرتك، كعمل فني أو تحضير وجبة غذاء.

 الإنصات: الإنصات لا يعني مجرد الاستماع، بل استيعاب ما يقوله الآخر والتركيز فيه. يجعل الإنصات طفلك صديقًا جيدًا، وتساعده هذه المهارة أيضًا على التعلم من مدرسيه، والاستماع إلى رئيسه في العمل عندما يكبر، وكذلك تجعله شريك حياة جيد عندما يكبر. يمكنكِ تعليم طفلك هذه المهارة عن طريق الإنصات إليه عندما يتحدث، وحكي قصة 

أو قراءة كتاب له، ثم توقفي كل فترة واطلبي منه أن يحكي لكِ ما يتذكر من كلامك.


في الختام نرفق لكم نصاً درامياً بسيطاً يلخص لنا الفكرة كاملة:

الأم: محمد يا ولدي العزيز أصدقائك ينادوك للعب كرة القدم في الساحة القريبة على المنزل ؟
الطفل: لا أريد اللعب يا ماما أفضل أن أبقى في المنزل وأشاهد التلفاز .
الأم: لا يا عزيز قلب والدتك فاللعب مع الأطفال وتنشيط اللياقة البدنية والدورة الدموية في جسمك فرصة ذهبية تحديداً تحت أشعة الشمس الجميلة ولكن لا بأقوات طويلة.
إذهب يا ولدي واندمج مع أقرانك وعندما تعود احكي لي ما صادفك وكيف كان يومك ولعبك معهم هيا يا عزيزي فالأطفال ينتظرونك.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل - برنامج كيف أتصرف - الدورة البرامجية 76 - الحلقة الثانية.

 
تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا