مشكلة الخوف من المدرسة إحدى
المشاكل التي تواجه كثيرا من الأسر وإن كان الأمر أقل من ذي قبل أي
قبل عشر أو حتى خمس سنوات السنة الدراسية تقترب والكثير من الأطفال
الصغار لأول مرة في حياتهم يذهبون إلى المدرسة فهو محيط غير مأنوس
لهؤلاء الأطفال لأنه حياة إلزامية مع أفراد جدد وقواعد انضباطية
جديدة في المدرسة أسلوب الحياة يختلف عن البيت في هذا المحيط ينبغي
إنهاء دقائق وساعات من اليوم فيها والجلوس على رحلات خاصة والاستماع
إلى المعلم وينبغي أن يعلم الطفل أن فترة اللعب بحرية قد حددت هذه
المجموعة تكون سببا لخوف مبهم ومعقد ينتشر في جميع كيان الطفل أو
يكون سببا في تغلب الحيرة والاضطراب فالخوف الشديد من المدرسة الذي
تكون جذوره في روح الإنسان ويجعله تحت سلطته وسيطرته بصورة لا
إرادية هو خوف أساسه الرعب من المدرسة فهذا الخوف ليس له علة
جسمانية أو عصبية بل ينشأ من اختلال الأوضاع النفسية وفي الحقيقة
أنها تنشأ من تأثيرات الروح على الجسم ويبرز بأنواع متنوعة فهؤلاء
الأطفال بمجرد أن ينفصلوا على الوالدين ويدخلون المدرسة يبدأوون
بالعويل والبكاء يسعون لأجل التهرب من المدرسة وقد يتمارض بعض
الأطفال حتى يصلوا إلى نتيجة أن لا يرسله الأبوين إلى المدرسة وأن
يتركوه يبقى في البيت هذا اليوم ومن الممكن أن تقوم الأم بأخذ الطفل
الى المدرسة ولكن بمجرد أن تبتعد عنه يبدأ هؤلاء الأطفال بالبكاء
وإهراق الدموع هذه الحقيقة مختصة بالمدرسة لأنه قد شوهد بعض هؤلاء
الأطفال في الوقت الذي يذهبون فيه إلى بيوت الأقرباء مع أنهم
ينفصلون عن آلام لا يشعرون بالخوف والوحشة ومن الممكن أن يمرض مثل
هؤلاء الأطفال في الحقيقة لأن ثقل الهموم والأحزان أيضا تمرض الطفل
وفي تلك الحالة ينبغي الإسراع بمداواته وذلك بتهدئة وتطيب خاطره لأن
هذه الحالة واقعية وثابتة فالروح والجسم يؤثر بعضها على
بعض.
ولكن أي طفل هل يمكنه أداء الواجبات
المدرسية وهو يعاني من حالة الخوف من المدرسة والارتعاش والإجبار
ويتوهم أن عمله ليس له تلك القيمة ليريه إلى
المعلم أو أنه لا
يستطيع إلفات نظر المعلم إلى نفسه فهو غالبا ما يفكر ويتوهم أنه لا
يقدر على الوصول إلى النجاح والموفقية في أعماله المدرسية مثل هؤلاء
الأطفال من الممكن أن يذهبوا إلى المدرسة وهو هادئون ولكنهم ليس
لديهم البشاشة والنشاط اللازم فلون وجوههم مختطف وإن تكلمت معهم عن
الدرس والمدرسة فإنهم من الحياء تحمر وجوههم وتستمر هذه الحالة
عندهم ما لم يتعودوا على المدرسة وحتى في المدرسة لا يستطيعون تركيز
أفكارهم وفي كل الأحوال يفكرون في إعفاء أنفسهم عن المدرسة التخوف
من المدرسة تظهر نفسها في أربعة مراحل مرحلة الاضطراب النفسي
الناشئة عن الفراق ومرحلة الامتناع عن الذهاب إلى المدرسة وملاحظة
الاضطراب النفسي وأخيرا مرحلة الإحساس بالألم والقيء وبالتأكيد أن
أساس تلك الاضطرابات الفراق والخوف من الواقع والمحيط المدرسي هذه
الحالات من الخوف لها حدين من الشدة والضعف والحالة الشديدة منها
للصفوف الأولى الثلاثة وفي هذه المرحلة توجد مشاكل ونزاعات بين
الطفل والوالدين والمربين فهو دائما يشكو من آلام مختلفة مبتلى بقلة
النوم والأرق وقلة الشهية للكل.
إن جزء من التخوف المدرسي ناشئ من
عدم معرفة محيط المدرسة والمحيط الاجتماعي ولذلك السبب يدخل الطفل
إلى ذلك المحيط لأول مرة وخصوصا أن بعض الأطفال يخرجون من البيت
لأول مرة فمن اللازم أن تأخذوا الطفل إلى خارج البيت من الآن أو من
الأيام السابقة للمدرسة وإشاعة روح التعارف مع الآخرين ليلعبوا معهم
ويتعلقوا بكم بشدة وحتى من السنة السابقة للمدرسة في بعض الأيام
ينبغي إرساله إلى رياض الأطفال ليستأنس ويتعلم على المدرسة تدريجيا
وينبغي على الوالدين أن يهيئا الطفل قبل دخوله إلى المدرسة ويفهموه
بأنه كبر وتصبح معلما أو مهندسا أو طبيبا ومن الضروري على الأبوين
الكريمين بالتدريج أن يعرفوه على بعض برامج المدرسة قبل الذهاب
إليها حتى يتناقص خوفه تدريجيا ويبدأ بعمله ودراسته بروحية نشطة
واعتماد واطمئنان كبيرين فضلا عن ذلك مستمعاتي ينبغي على إدارة
المدرسة والمعلمون فلهم دور مهم وأساسي في تبديد مخاوف الأطفال
الجدد وأحيانا قد لا يكون التعامل مع هؤلاء الأطفال بشكل صحيح من
قبل بعض المعلمين والمعلمات حيث إن المدرسة تسمح للطفل بالتغيب إذا
أبدى أي مشاكل في المدرس مثل البكاء ورغبته في الذهاب إلى المنزل
ويفترض أن من المعلمين والمعلمات أن يحاولوا إبقاء الطفل في المدرسة
وعدم السماح له بالذهاب إلى منزل لأن هذا يساعده على التغلب على
مشكلة التغيب عن المدرسة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: إذاعة الكفيل- برنامج صروح
الألق- الحلقة الثانية- الدورة البرامجية68.
المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام)