من القضايا الملحة والتي تسبب أرقاً
للكثير من العوائل وأولياء الأمور الكرام بل وحتى للهيئات والكوادر
التدريسية هي مسألة عزوف الطلبة صغاراً وكباراً عن الدراسة أو
القراءة أو المطالعة بصورةٍ عامّة..
لذا نجد أنّ الكثير يسأل فيقول: هل يمكن أن يصبح
أبناؤنا قرّاء خصوصاً الصغار منهم هل يمكن أن يكونوا محبين أو
عاشقين للكتاب في يومٍ ما؟ أو تصبح القراءة بالنسبة إليهم كالغذاء
والماء والهواء.. وما هو السبيل إلى ذلك!؟
وهنا وفي معرض الجواب نقول إنّ
تحقيق مطلب كهذا المطلب يحتاج إلى جهدٍ يبذل، وهو مهما كان ثقيلاً
ومرهقاً، إلا أنه يستحق أن نقوم به، لأنّ ثماره أكثر من رائعة..
فالكتاب رافد يثري قارئه على مدى العمر، وهو سيد أدوات المعرفة، وهو
يضاعف حياته ليجعلها أكثر من حياة يعيشها مع السطور المطبوعة، بل
تنفذ إلى العقل والوجدان معاً..
إنّ تعلم الطفل للقراءة شيء، ومحبته
لها شيء آخر، فتعلمها كتعلمه الجلوس والمشي.. وعلينا أن نبدأ مبكرين
معه، على أن نكون قدوة له في القراءة.. فكما أنّ الطفل يبدأ حياته
مستلقياً في فراشه، ثم نبدأ في تدريبه على أن يجلس بأيدينا
وبالوسائد حتى يعتمد على نفسه في ذلك..
ثم يحاول أن يقف على قدميه، مستنداً إلى شيء ما، إلى أن يتمكن من
الوقوف وحده، ثم يتعثر بعض الوقت قبل أن يبدأ المشي ثم يتعلم كيف
ينطلق ويجري.. فهذه الخطوات نفسها التي يجب أن نلتمسها ونتبعها معه
في القراءة إلى أن يصبح حافزه إليها ودافعه نحوها قدرته الخاصة
ورغبته الجادة..
وهنا نشير إلى نقطة مهمة وهي أنّ
القراءة مفتاح النجاح إلى كل المواد التي يتلقاها في مدرسته، فمثلاً
تجد البعض يفشلون في مادة الرياضيات وقد يكون السبب بسيطاً!
وهو أنهم لا يفهمون مسائلها، ويحدث الشيء نفسه بالنسبة إلى مادة
العلوم، فضلاً عن العلوم الاجتماعية والآداب والفنون وما إلى
ذلك..
فالمطلوب هنا هو أن تفتح شهيتهم إليها كما هي رائحة الطعام للجائع
فكلما زاد حب الاستطلاع لديهم، زادت قراءاتهم وتحسنت، وكما تنمو
العضلات بالتدريب والرياضة، كذلك ينمو العقل وقواه بالقراءة
المتوالية.
___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون
الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد
699.
علي
خلف
المشورة نافذة البصيرة وقوة الفكر
اقلام على خطى الزهراء (عليها السلام)