غالباً ما يبدأ النهار مع طلبة المدارس الصغار بالبكاء والصراخ ولكي نتعامل بشكل سليم مع هذا الأمر، هنالك بعض النصائح يجب مراعاتها من قبل الأبوين خصوصاً مع الأطفال الصغار..
بدايةً، لا تترددوا بالكلام عن اليوم الذي ينتظره، والتحدث عن مراحل يومه المختلفة، وتحديد الشخص الذي سيأتي لاصطحابه بعد المدرسة، والزاد اللذيذ الذي أعددتموه ووضعتموه في حقيبته فهذه الطقوس التي ترددونها على مسامعه وأنتم متّجهون إلى المدرسة ضرورية جداً لتهدئته.
شجّعوه على أن يأخذ معه إلى المدرسة بعض أغراضه أو حاجياته، لعبته المفضلة، أو كتاباً يحبه أو مجلة يتصفحها مع رفاقه..
كما يمكنه أن يعطي هذه الأشياء للمعلمة وهي تتصرّف بها، فذلك يشجعه ويحفزه على الذهاب إلى المدرسة.
من الأفضل ألاّ تتأخروا على الأطفال وقت الانصراف خاصة إذا كان المشهد نفسه يتكرر كل يوم..
أما بقاؤكم معه خلال الدوام المدرسي والتأكيد على أن ذلك لن يدوم إلاّ لحظات قليلة فيزيد من إحساسه بالكدر والقلق، أما أنتم فلن يفيدكم ربع الساعة الممدّدة، بل يجعلكم تشعرون بالذنب أكثر فأكثر.. والطفل يعرف ذلك جيداً ويستغله.
أصرّوا على أن يقول لكم إلى اللقاء بنفسه، فحين تشجعونه على اتخاذ القرار بنفسه تمنحونه حقّ التحكم بالموقف..
وهذا منطقي.. فإذا قال الأهل عبارة: إلى اللقاء (وكرَّروها مرات عديدة)، فهذا سيزيد من شعوره بالضغط ويجعله يلعب دور (الضحية) مهما تعقدت الأمور، فدموع ملاككم الصغير ستجف بعد رحيلكم بنصف دقيقة، وأنتم تعلمون ذلك جيداً.

___________________________________
المصدر: نشرة الخميس/ نشرة أسبوعية ثقافية تصدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة- العدد 508.
علي عبد الجواد