إن المعلم هو حامل رسالة سامية وعلى عاتقه يتحدد مستقبل أجيال وأجيال فهو المربي والناصح والسائر بهم الى طريق الرشاد، اذا كان ممن ينتهج نهج الخير والصلاح في ايصال رسالته السامية، لذا وجب ان يُقابـَل بالتقدير والاحترام لا بالاساءة والجحود.
واليوم سيكون حديثنا عن ضرورة احترام المعلم كونها واجب أخلاقي:
نعم ينبغي علينا احترام من يعلمنا وتقديره وينبغي أن ينبع هذا الاحترام من البيت فينبغي على كل أسرة غرس محبة المعلم في نفوس أبنائهم، فكما قيل: (من علمّني حرفاً كنت له عبداً) فالمعلم والمعلمة لهم فضل كبير علينا، ولكن مع بالغ الاسف يوجد هناك بعض من الطلاب والطالبات الذين يسخرون من معلميهم، فينبغي هنا على كل أسرة، وكل أب وأم أن لا يسمحوا لأبنائهم بأن يسخروا من شخصية المعلم أو المعلمة، لأنّ واجب كل أم وأب أن يربي ثم يعلم، وينبغي على كل معلم أن يكون ذو شخصية مميزة بكل أساليب التعليم والمعاملة أيضاً و أن يأخذ المعلم أو المعلمة دور الأب والأم والصديق إلى جانب الدور التربوي في المدرسة واحترامهم واجب علينا كاحترام الأم والأب.
ومن واجبات المتعلم في هذا الصدد: أن ينظر إلى استاذه بعين الإحترام والإجلال والإكرام، ويتغاضى صفحا عن عيوبه ونواقصه، فإن ذلك يجعله أكثر قدرة على الانتفاع به، وترسيخ ما يسمعه منه في ذهنه.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه
وآله:" تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والوقار، وتواضعوا لمن
تتعلمون فمن واجبات
المتعلم تعظيم المعلم وشكره:
وذلك بأن يبجله في خطابه وجوابه، في
غيبته وحضوره، و أن يراعي الأدب في حركاته والأنسب في تصرفاته، وكل
ذلك مما يقتضيه الذوق السليم.
كما وينبغي على المتعلم أن لا يرفع
صوته رفعا بليغا من غير حاجة، ولا يكثر كلامه بغير ضرورة، ولا يحكي
أموراً مضحكة ، أو يتلفظ بما فيه بذاءة، أو يتضمن سوء مخاطبة أو سوء
أدب، بل ولا يتكلم بما لم يسأله، وإذا أراد الكلام فليستأذن
أولاً.
وفي الرواية "من علمني حرفاً فقد صيّرني عبداً"، فحينما يتعلم الإنسان شيئاً من شخص يكون قد تجاوز مرحلة معينة لذلك من المناسب أن يعتبر نفسه عبداً وخادماً لذلك الهادي والمرشد.
فالمعلم ايتها الاخوات لابد وأن
يحظى بحرمة وكرامة وقيمة في نظر المتعلم. وان تكون له في قلب
المتعلم هيبة ناجمة عن العظمة لا عن الخوف.
فالأساتذة المخلصون، المتحلون
بالايمان والخلق الكريم، لهم مكانة سامية، وفضل كبير على المجتمع،
بما يسدون اليه من جهود مشكورة في تربية أبنائهم، وتثقيفهم بالعلوم
والآداب، فهم رواد الثقافة، ودعاة العلم، وبناة الحضارة، وموجهو
الجيل الجديد.
لاجل ذلك كان للأساتذة على طلابهم حقوق جديرة بالرعاية والاهتمام، وأول حقوقهم على الطلاب، أن يوقروهم ويحترموهم احترام الآباء، مكافأة لهم على تأديبهم، وتنويرهم بالعلم، وتوجيههم وجهة الخير والصلاح. وحسبنا اخواتي في فضل المعلم المخلص وأجره الجزيل، ما أعربت عنه نصوص أهل البيت عليهم السلام: فعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله): يجيء الرجل يوم القيامة، وله من الحسنات كالسحاب الركام، أو الجبال الراوسي. فيقول: يارب أنى لي هذا ولم أعملها؟ فيقول: هذا علمك الذي علمته الناس، يعمل به من بعدك، وعن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: من علّم باب هدى فله مثل أجر من عمل به ولاينقص أولئك من اجورهم شيئاً، ومن علّم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من عمل به ولا ينقص من أوزارهم شيئاً.
ومن حقوق الأساتذة على الطلاب أيضاً: تقدير جهودهم ومكافأتهم عليها بالشكر الجزيل، وجميل الحفاوة والتكريم، واتباع نصائحهم العلمية، كاستيعاب الدروس وإنجاز الواجبات المدرسية.
اضافة الى حق التسامح والإغضاء عما يبدر منهم من صرامة أو غلظة تأديبية، تهدف الى تثقيف الطالب وتهذيب أخلاقه.
وأخيراً فان أبلغ وأجمع ما أثر في حقوق الأساتذة المربين، قول الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام: «وحق سايسك بالعلم: التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع اليه، والاقبال عليه، وان لا ترفع عليه صوتك، ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب. ولا تحدّث في مجلسه أحداً، ولا تغتاب عنده أحداً، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء، وان تستر عيوبه، وتظهر مناقبه ولا تجالس له عدواً، ولا تعاد له وليّاً. فاذا فعلت ذلك، شهد لك ملائكة اللّه بأنك قصدته، وتعلّمت علمه للّه جل اسمه، لا للناس».
قم للمعلم وفـــــــــــّه
التبجيــــــــــلا... كاد المعلم أن يكون
رسولا
أرأيت أكرم
أو أجل من الذي... يبني وينشئ أنفساً وعقولا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
برنامج المورد العذب-الحلقة السابعة- الدورة
البرامجية57.