حقوق الطفل عند الإمام علي(عليه السلام)
2020-05-23 08:02:22
3022

إن مرحلة الطفولة من المراحل المهمة والاساسية في بناء شخصية الطفل إيجاباً إو سلباً فلقد جاء الأسلام ليقرر أن للاطفال حقوقاً وواجبات لا يمكن أغفالها أو التغاضي عنها وهذه الحقوق تبدأ بمرحلة من أهم المراحل في الإسلام هو اختيار الأم الصالحة ثم الاهتمام به أثناء فترة الحمل من جميع الجوانب وحرم الاسلام اجهاض هذا الطفل وجعل من حقوقه بمجرد ولادته الاستبشار بقدومه والاذان في إذنه واختيار الاسم الحسن له والعقيقة وإتمام الرضاعة والحضانة له والنفقة عليه والتربية الاسلامية الصحيحة.
عزيزتي الأم الفاضلة تبرز أهمية مرحلة الطفولة وتأثيرها المستقبلي على الانسان والمجتمع وفق رؤية الامام علي (ع) إذ يقول :"قَلْبَ اَلْحَدَثِ كَالأَرْضِ اَلْخَالِيَةِ مَا أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ شَيْءٍ قَبِلَتْهُ"، فقد نظر الامام للطفل ككتله من المشاعر وأحاسيس يجب صيانتها واحاطتها ببيئة صالحة لتزدهر وتنمو حتى تترسخ قاعد الشخصية السوية حيث يقول (ع) عن الطفل:"ذُو نِيَّةٍ سَلِيمَةٍ وَنَفْسٍ صَافِيَةٍ".

حيث هناك حقوق معنوية دعا الامام الى تحقيقها في المجتمع ومنعا حق الامن للاطفال حيث يقول أيضاً(ع):"من أخاف طفلاً فهو ضامن".
فقد فرض الامام (ع) تعويضاً على إخافة الطفل ففي نظام التعويضات الذي أسسه الامام في عهد النبي (ص) حيث كان جزءاً من هذا النظام هو ل(فزع صبيانهم) فإن الأمن عند الطفل يترك آثاراً سلبية حيث يسلب الطفل ألقدره على الانسجام مع المجتمع ويخلق له الاحقاد والعداوة في علاقاته الاجتماعية.
 


عزيزتي المستمعة أما المحور الثاني في الكيان المعنوي للطفل فيمكننا أن نطلق عليه (حق الحب) الذي يجب أن يمنح للطفل داخل أسرته حيث يقول (ع):"من قبّل ولده كتب الله له حسنة، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة".
وأنه بالحب والمحبة يتم زرع الإحساس في نفس الطفل بأنه موضع المحبة والرعاية من قبل أبية وأمه بما تمثله القبلة والاحتضان واللفتة من معنى الاحتضان الروحي الذي يملؤه بالدفء والاحساس بالأمان والفرح مما يترك تأثيره على نفسية الطفل في المستقبل.
أما الحقوق المادية ايتها الام الفاضلة التي ذكرها الامام (ع) فيعني بها تهيئة المتطلبات المادية للطفل سواء من اسرته التي تتحمل بدورها المسؤولية المباشرة أو عن طريق المجتمع والدولة في مرحلة لاحقة ضمن إطار (حق الضمان الاجتماعي) لقد فرض الامام أولياء الاطفال أن يستعدوا مادياً لاستقبال عنصر جديد في العائلة ولادة الطفل والاستمرار بأداء الحق المادي للطفل حتى يعتمد على نفسة إذ يقول (ع) عن الرسول الاكرم (ص): " كَفى بِالمرْءِ إِثْماً أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يقُوتُ".

ويشير (ع) الى أن كثرة الاطفال في الأسرة قد تكون عبأً إضافياً على كاهل معيل الأسرة وإنما مسؤولية ينبغي الاستعداد لها إذ يقول ايضاً (ع): " أَعْظَمِ الْبَلاءِ: كَثْرَةُ الْعائِلَة ، وغَلَبَةُ الدَّيْنِ، ودَوامُ الْمَرَضِ".

عزيزتي الفاضلة إن الحق المالي الذي سعى الامام لترسيخه شمل حتى الجنين في بطن أمه إذ يقول مولاية امير المؤمنين (ع) :"أن نفقة الحامل المتوفي عنها زوجها من جميع المال حتى تضع".

وحفاظاً ع مال الغلام وكجزء من الرعاية المالية فقد كان الامام يحجر الغلام المفسد حتى يصلح ويبدو ان هذا الاسلوب هو نوع من الاشراف الابوي يهدف للحفاظ ع ثروات الشعب من جهه ورعاية أبناء المجتمع ممن لايمتلكون القدره والدراية بعد لادارة شؤونهم المالية الاخرى.
ورفض الامام (ع) عمل الاطفال وحمل من يستخدم الاطفال وإن كان لمساعدته فحسب المسؤولية القانونية لضمان سلامتهم إذ يقول (ع):"من استعمل طفلاً فهو ضامن"، الا أن الامام(ع) لم يناد بمنع عمل الاطفال الذي قد يكون إجبارياً سواء بالنسبة للاسرة أم للطفل نفسة ولاسيما في المرحلة الثانية من عمره ولكن يتحقق وضمن الشروط الصحية المهنية السليمة للعمل ويحدده لكل المجتمع بصغاره وكباره.  

إن مرحلة الطفولة تبدأ من تكون الانسان في رحم أمه حيث يقول (ع): " ولدك ريحانتك سبعاً وخادمك سبعاً ثم هو عدوك أو صديقك".
وإن كلمات الامام لا تقتصر على المحيط العائلي بل تشمل المجتمع الرحب الذي دعاه الامام(ع) للتعامل مع الاطفال بأسلوب وماهية خاصة تقوم على آحترام حقوقهم الاساسية ليكونوا عنصر فعل وإيجابي في أسرهم ومجتمعهم.

عزيزتي.. إن كثرة المؤسسات التي اهتمت بحقوق الطفل وخصصت يوماً عالمياً للطفولة فقد نص إعلان حقوق الطفل في منظمة اليونيسف العالمية على أن يتمتع الطفل بحماية خاصة وأن تمنح له الفرصة والتسهيلات لنموه الجسمي والعقلي والخلقي والروحي والاجتماعي نمواً طبيعياً سليماً في جو من الحرية والكرامة في حين نجد أن الامام علي (ع) قبل مئات السنين سن قانوناً للاهتمام بالطفولة وكان القانون ينص على احترام حياة الاطفال وإحاطة الكيان المادي الرقيق لهم بحواجز من الحماية فمن الناحية القانونية حدد الامام(ع) دية الجنين ع وفق مراحل تكوينة المختلفة ولقد بلغ من اهتمام الامام بحياة الطفل إن دعا الى توفير الغذاء الجيد المتوازن للطفل سابقاً في ذلك العلم الحديث الذي يقول: إن للغذاء تأثيراً في الجسم والروح على حد سواء؛ حيث أنه مؤثر في ايجاد الخصائص  الجسمية كالنمو والجمال وغير ذلك في خلق الصفات النفسية والاخلاقية كالرذائل والفضائل ويقول الامام علي (ع): "ما من لبن يرضع به الصبي أعظم بركة عليه من لبن أمه".

عزيزتي الأم من حقوق الطفل التي نص عليها الامام علي (ع) هي حق التربية :

من الحقوق الاساسية التي أشار اليها الامام حيث يلقي على الاسرة مسؤولية التربية كونها أول محيط يحتضن الطفل حيث قال (ع): "رحم الله ولد أعان ولده على بره".

ويقول ايضاً (ع):"حق الولد ع الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه ويعلمه القران".

إذاً يحدد الإمام عملية التربية بثلاث مراحل وهي:

مرحلة ما بعد الولادة حيث يشكل اختيار الاسم محوراً مهماً لما يتركه من أثر في نفسية المسمى.

أما المرحلة الثانية فترتكز فيه ع التربية بتحسين أدبه وتقويمه ليكون عنصراً إيجابياً وفعلاً ومن ثمة تعليمة القران لما يضم بين دفتيه من فلسفة وقيم مهمه لفهم الحياة ودور الانسان فيها مما ينبغي أن يستوعبها كل مسلم ويستفيد منها كل إنسان فيحفز الإمام الوالدين والمؤسسات التربوية لجعل القران المدرسة الاولى التي ينهل منها الطفل حيث قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ".

هنالك بعد أخر للتربية حث الامام (ع) من خلال قوله: " لاتقسروا أولادكم على آدابكم فأنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم" ومن هذا القول الشريف يؤكد (ع) ع عامل التطور والتغير الذي يتعرض له المجتمع كجزء من طبيعة الحياة وانعكاس ذلك ع ألية التربية ففي ظل التطور التكنولوجي الحاصل في زمن هذا الجيل يختلف عن التطور الذي كان حاصلاً في زمن الآباء فيجب عليهم أن يراقبوا اولادهم على الزمن الذي ولد فيه هذا الجيل وليس على ما كان عليه زمانهم ولكن حسب الدين الاسلامي والقرآن وسنة النبي الاكرم (ص) وأهل بيته الأطهار(ع) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين. 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج نقش على الحجر-الحلقة الأولى- الدورة البرامجية51.


تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا