تعد بلادنا من البلدان التي تمتاز بكثرة العطل فيها نظراً لتعدد المناسبات الدينية والوطنية مما أدى الى أن يكون لدى الكثير من الناس أوقات فراغ وما يهمنا في هذا الموضوع هو أبناؤنا وأوقات الفراغ التي تكون لديهم سواء في أوقات الدوام أو في العطلة الصيفية، وهذا الأمر تشتكي منه الكثير من الأمهات والأهل بصورة عامة حيث أن وجود الأطفال داخل البيت دون دراسة ودون انشغالهم بشيء نافع يؤدي الى حدوث الفوضى والمشاكل بينهم والأمر قد يزداد الى حد الإزعاج حتى خارج البيت في الشارع مثلاً؛ لكثرة خروج بعض الاطفال واللعب الدائم، ووجود العطل وغيرها أمر لا يمكن التحكم به من قبل الأسرة فهو شيء خارج عن الإرادة، إضافة الى أن كثرة التضجر والانزعاج منه لا يؤدي الى نتائج نافعة للطفل ولا للعائلة؛ اذن.. هل نقف موقف المتفرج من ضياع هذه الأوقات الثمينة لأبنائنا والتي لا تعوض أم أنه يجب علينا التفكير فيما ينفعهم؟ 

كل إنسان إذا لم يحسن استخدام أوقاته بما ينفع نفسه وما ينفع به المجتمع هو بالتأكيد عالة ليس ذو تأثير إيجابي ولا ذو فائدة حتى لنفسه ولكي نتجنب أن لا يكون عليه أجيالنا في المستقبل عالة يجب أن ندعو الباري أولاً لهم ثم نرسم لهم منهجاً وخطة يسيرون عليها تنفعهم في جميع الأوقات ليس في فترة الفراغ فقط ...... كيف؟ 

هنالك الكثير من الانشطة والامور النافعة والتي يمكن أن تكون ملهمة لهم حتى في دراستهم حتى وأن كانت ألعاباً، حيث أن الالعاب التي لا تكون ذات منفعة عقلية ولا تنمي مدارك الطفل ستكون أذى له وهذا ما قد نتناول الحديث عنه إن شاء الله في الحلقة القادمة من برنامجنا.

إذ يجب اختيار ألعاب الأطفال بعناية كبيرة ولا نعزز لديهم روح العنف من خلال الألعاب القتالية التي لا تعلمهم الدفاع عن النفس مثلا بل تعلمهم العدوانية فقط مع تنبيه الأطفال الى أن الحياة ليست لعب ولهو فقط حتى وان كانوا في مرحلة عمرية مبكرة بل يجب تعليمهم كيف يتعاونوا مع الأهل سواء الأم أو الأب ومزاولة الأعمال المنزلية البسيطة بحسب ما يراه الوالدين مناسبا لهم دون ضغط ولا قسوة. 

نتابع حديثنا مستمعاتنا حول أهمية استفادة الأطفال من أوقات الفراغ وأوقات العطل وقد تكلمنا قبل الفاصل عن الألعاب التي تفيدهم وكذلك أهمية أن يتعلموا المساعدة في داخل البيت حتى يتعاونوا في خارج البيت أيضاً.

 كذلك الزراعة لها أهمية بالغة جداً في استثمار أوقات الفراغ وتعلمهم الصبر وتبث فيهم روح التفاؤل وقد لا يتسنى لدى البعض أن يعلموا أطفالهم الزراعة لعدم وجود الحديقة في البيت مثلاً، وبالنسبة للبنات يا حبذا لو تعلمها الأم ما كانت الأمهات سابقا تؤكد على تعليمه لبناتها في سن مبكرة مثل التطريز والخياطة اليدوية البسيطة والطبخ البسيط حسب العمر المناسب لذلك. 

قد يعتقد البعض من الأخوات ممن يستمع الى حديثنا هذا أننا نطلب المثالية في كيفية قضاء أوقات أطفالنا وهذا ليس صحيح بل أننا نتساعد معا ونتشاور مع بعض للخروج بفكرة وموضوع نافع للبيت وللطفل ونحن بالتأكيد في حديثنا هذا قد اعتمدنا على عدة أمور سواء كانت من الكتب أو من ذوي الخبرة حتى استخلصنا هذه النتيجة التي نتمنى أن تنفع الجميع. 

أخواتي تنقل لنا إحدى الأمهات كيف عانت من طول فترة الفراغ بالنسبة لأبنائها حتى اعتقدت أنها استنفذت الحلول معهم وحين فكرت في الأمر التجأت الى فكرة المسابقة بينهم في قراءة الكتب النافعة المناسبة لأعمارهم وكيف أنها خصصت لهم هدايا كل بحسب ما يقرأ وتسألهم اسئلة من هذا الكتاب وذلك لتعزز المعلومة لديهم وتشجعهم أكثر حتى تقول أصبح أبنائي يقرأون أكثر مما تصورت وأخذت المطالعة منهم جل أوقاتهم وأهدتني هذه الفكرة نتائج إيجابية كثيرة ولم أكن أتوقع من أطفالي الأستجابة الى هذه الدرجة. 

وأخت أخرى تنقل لنا عن تجربتها أيضاً أنها علمت أطفالها بعض الحرف البسيطة التي يمكنهم مزاولتها داخل البيت دون أن تؤذيهم مثل تشكيل السيراميك وغيرها الكثير من الأشياء التي تنفعهم وتشغل أوقاتهم. 

وبالتأكيد كل أم وكل أب هم يعرفون ما يميل إليه أبناؤهم وما هو الشيء الذي يمكن أن يشغل اهتماهم وينفعهم في نفس الوقت.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج مفاتيح بيضاء-الحلقة الرابعة- الدورة البرامجية54.