العوامل المؤدية إلى استعمال العنف ضد الأطفال
2021/11/26
450

محور اليوم يحمل عنوان أهم العوامل المؤدية الى استعمال العنف ضد الاطفال هل هي الابتعاد قليلاً عن الشريعة الاسلامية ام البعد الاقتصادي (الفقر- والبطالة- والأزمات الاقتصادية) أم هو الجهل في ثقافة حقوق الإنسان؟

أخواتي الفضليات أردنا أن نخوض في أسباب استخدام العنف تجاه الأطفال فكما تعلمون اخواتي مرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان التي تتسم بأنها حجر الأساس لبناء سلوكه فهي مرحلة تحتاج إلى رعاية دائمة ومستمرة وهي أيضا مرحلة يلتقط فيها الطفل كل شي ويعكسه على سلوكه وهو في بحث دائم عن حاجات يرغب هو بها واعتاد عليها منذ ولادته مثل الغذاء وبعدها اللعب او الترفيه ولكن هناك أشياء جدا مهمة لا يبحث عنها بوضوح,وهي جدا مؤثرة في بناء شخصيته وسلوكياته لا يسعها ولا يدركها بوضوح عقله فقد يكتسبها من خلال سلوك الأب أو الأم وهي القيم والأخلاق الدينية والاجتماعية الصالحة وإذا لم تقدم له في هذه المرحلة سيفتقدها في طفولته ويصعب عليه اكتسابها في بلوغه لذا ينبغي أن نوجد هذه القيم الدينية والأخلاقية الرائعة مطبقة على ارض الواقع من حوله حتى يتمكن من تجسيدها وقد حرص الإسلام وشريعته السمحاء صيانة وحماية الطفل أو الطفولة.

تعد الأسرة حضانة الطفل وبيئته الطبيعية اللازمة لرعايته وتربيته، وهي المدرسة الأولى التي ينشأ الطفل فيها على القيم الإنسانية والأخلاقية والروحية والدينية لذلك فان استخدام أسلوب العنف في تقويم سلوك الطفل وأيضا سوء معاملة الأطفال والاعتداء عليهم بالضرب أو السب أو الاعتداءات الأخرى داخل الأسرة كارثة حقيقية بحقه ومستقبله ومجتمعه والعالم وهناك اسباب تبدجو غير مقنعة في استخدام العنف ضد الطفل منها.

-1 اضطرابات عصبية و نفسية : يمكن للأولياء الذين لديهم انخفاض في قدرتهم على الضبط الذاتي، أو يعانون من تخلف عقلي و اضطراب في تفكيرهم أن يكونوا عنيفين تجاه أطفالهم واذا كان الأولياء يعانون من اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع فتفاعلاتهم تكون كلها عنيفة وفهمهم لسلوك أطفالهم يكون سطحيا وهو ما يجعلهم ينزعون لسلوكات العنف تجاه أطفالهم.

فضلا عن ذلك أخواتي إذا كان الاباء والمربين يعانون من مشكلة في العمليات المعرفية: يوجد بعض الأولياء من لا يدركون سلوكات الطفل على نحو إيجابي، فتكون توقعاتهم مرتفعة عن اللزوم أو منخفضة جدا تجاه سلوكات أطفالهم مما يجعلهم يشعرون بضرورة التدخل العنيف لتعديل سلوكات أطفالهم.هذا وان بعض الأولياء يجدون صعوبة كبيرة في ضبط سلوكهم، حيث يتميزون بسرعة في الاستثارة ونرفزة شديدة، مع ظهور استجابات فيزيولوجية مفرطة فبعض الآباء عندما يسمعون صراخ طفلهم، يبدون تذمراً واضطراباً شديداً قد يفضي إلى الضرب المبرح للطفل بقصد كفه عن هذا السلوك.

بالاضافة الى ما ذكرنا أخواتي: يميل بعض الآباء إلى إعادة إنتاج النموذج الأبوي في حياتهم العائلية، فالأب الذي خبر قسوة وعنفا في طفولته يحاول سواء قصدا أو لا شعورياً تجسيده مع أطفاله، فتكون تصرفاته يطبعها العنف بمختلف أشكاله و هناك بحوث توحي نتائجها بأن الآباء المضطهِدين أطفالهم كانوا هم أنفسهم في طفولتهم ضحايا أو شهود مثل هذا العنف في أسرهم إلا أن صحة هذه البحوث والدراسات تبقى نسبية حسب ظروف حياة الفرد الذي خبر العنف في حياته ومدى تعلمه وإدراكه لحقيقة تلك التصرفات ومن الجدير بالإشارة الى إن التنشئة الأسرية المبنية على تركيز رفع درجات الحقد والكراهية والانتقام ضد الأسرة المعارضة والمجتمع المعارض من الطرف الأخر متناسين العوارض الجانبية لهذا التركيز حيث الحقد والكراهية والانتقام قد تتأصل في شخصية أو نفسية الطفل مما يترتب على ذلك من اثأر لا يحمد عواقبها كذلك الكذب وعدم العدالة من الصفات السلبية التي تتأصل في النفس البشرية والتي تساعد على العنف ويمكن القول إن العنف يرتبط بدرجة كبيرة بنظام المعايير السائدة في كل مجتمع أي إن العنف من الظواهر الاجتماعية المعقدة بدرجة كبيرة بسبب تعدد إبعاده وتداخل أسبابه واختلاف أنواعه.

كما إن العبء الاقتصادي والحاجة إلى المال لتلبية متطلبات الحياة الأسرية يؤدي إلى شعور الأولياء بالنقص، فيركزون تفكيرهم وعملهم في كيفية الخروج من الحاجة المادية رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجههم، الشيء الذي يشعرهم بالإحباط فينفعلون بسرعة ويعنفون أطفالهم خاصة عندما يطلبون تلبية حاجاتهم.

أما الأفكار التربوية التقليدية التي تقوم على العنف كأداة تربوية وتعليمية، وهذا ما ينهجه بعض الأولياء لاعتقادهم بأن العنف أداة تربوية فاعلة، غير أن البحوث الحديثة تركز على التربية الحديثة القائمة على الإقناع بالحجة ومخاطبة عقل وإدراك الطفل قصد حثه تلقائيا على التمسك بسلوكات معينة دون جبر أو اكراه، ليداوم عليها وتصبح سمة بارزة في شخصيته، إلا أن اقتناع بعض الآباء بفاعلية العنف يجعلهم يصرون على تجسيده في تربية أطفالهم.

حان الوقت لنوقف استغلال الطفل واستخدام العنف ضده سواء في داخل الأسرة أو خارجها لنبني جيل صالح وواعي ومثقف متسلح بسلاح الدين والثقافة والعلم والتسامح والذي يحترم حقوق الآخرين قبل حقوقه فالطفولة لغة عالمية مترجمة ذاتيا يكفي انك تسمع صوت طفل يناغي او يضحك حتى ترتسم إمامك أبواب الأمل والحياة.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: برنامج أغصان الصفصاف- الحلقة الثانية- الورة البرامجية66.

تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا