البيت المنتج
2021/10/18
818

ان المرأة كانت وما زالت عماد الاقتصاد في حياة الأسرة، فلقد استفادت منذ القديم من الأعشاب البرية، واستخدمتها كطعام ودواء. ثمّ ابتدعت الزراعة، وعملت على تدجين الحيوانات التي أمدتها بما تحتاجه الأسرة من اللحوم والبيض والحليب والعسل واستمرت المرأة بلعب هذا الدور حتى يومنا هذا فهي تُمارس عدة وظائف بآنٍ معاً (مربية، ممرضة، طاهية، عاملة تنظيف، خيّاطة، مدرّسة، مهندسة ديكور، وغيرها كثير) وكل هذه الأعمال ايتها الاخوات تصبُّ في خدمة أفراد الأسرة من جهة، وتقليص نفقاتها من جهة أخرى بما يُساهم في تنمية هذه الموارد إضافة إلى مساعدة الرجل في تحمّل أعباء الحياة ومتطلباتها، فهي هنا شريك هام في موارد الأسرة المالية، والمشرف الأساسي على إدارة تلك الموارد، وهذا ما كان يُسمى في علم الاقتصاد بالتدبير المنزلي والذي يشمل كل وظائف ومهام المرأة في الأسرة.

أختي المدبرة الفاضلة إن البيت  المنتج هو البيت الذي لا يكتفي بالاستهلاك فقط، وإنما ينتج بعضا مما يستهلكه، وهو خطوة مهمة لا تستهدف فقط توفير الأمن الغذائي والقضاء على غلاء الأسعار، ولكن تهدف إلى تفعيل دور المرأة الإيجابي والاجتماعي والإنتاجي، بما يساهم في تعزيز فاعليتها بعملية التنمية والتطوير في المجتمع ودخولها لسوق العمل بالطريقة التي تعود عليها بالفائدة على شتى الأصعدة فهو من ناحية يوفر لها دخلا معقولا تساهم به في نفقات الأسرة التي تزداد بصورة مخيفة في ظل غلاء الأسعار، ومن ناحية أخرى يتيح لها البقاء بالمنزل طوال الوقت، لرعاية أسرتها والقيام بالمهام المنزلية على الوجه الأكمل دون أي تقصير.

ولا يقتصر مفهوم "البيت المنتج" على إنتاج السلع والمنتجات على اختلاف أنواعها، وإنما يمتد ليشمل عمل المرأة من المنزل أيا كان هذا العمل.
من هنا مستمعتي نجد أن على المرأة أن تتمتع بإدارة حكيمة لموارد الأسرة والتي هي بمثابة راتب الزوج، وما توفره هي من خلال قيامها بأعمال تخفف من الإنفاق كتدريس الأبناء، أو خياطة بعض ملابسهم، وكذلك الاجتهاد في توفير مؤونة كل فصل بحيث تتجنب غلاء أسعار الخضار والفواكه بغير أوانها، وكذلك استغلال هذه المؤونة لتوفير المال ما أمكن للاستفادة منه في أمور أخرى.

فهي بذلك تقلل حجم الديون التي من الممكن أن تقع على كاهل الأسرة في ظل غلاء الأسعار والتضخم.

 

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: برنامج المدبرات أمراً- الحلقة الرابعة- الدورة البرامجية64.



تحدث معنا
يمكنكم التواصل معنا من خلال التحدث بشكل مباشر من خلال الماسنجر الفوري تحدث معنا